بشكل صادم، أطلّ المغني اللبناني كريم نور، على جمهوره في احتفال أحياه في منتجع "روكا مارينا"، بظهور انتقده روّاد مواقع التواصل الاجتماعي.
وأطلّ كريم، على جمهوره محمولاً في تابوت رفعه عدد من الشبّان وقادوه باتجاه المسرح، ليخرج كريم من داخله على وقع موسيقى "رقصة التابوت"، ثم ليبدأ غناء أغنية "حياتي خلصت معك".
لواحد شو بدو يحكي بعد
— JO ... (@jo___k_) July 12, 2021
ما لقيت كلمة عبر فيها عن الهبل يلي عم شوفوا
اذا طلع معكن شي انتوا عبروا عني ... pic.twitter.com/LNeLypb2Gk
هذه الإطلالة تحمل في طيّاتها الكثير من السخافة والاستهزاء. ولننتقد الأمر بشكل مهني قليلاً. أولاً، ترند رقصة التابوت انتهى منذ مدّة طويلة. ثانياً، أين الابتكار في الأمر؟ ثالثاً، تسخيف المواضيع والاستهزاء بها من أجل الشهرة فقط، أمر لا يليق بالفن والفنانين، بالرغم من أنّ كثراً من الفنانين يعتمدون هذا الأسلوب.
ولكن المصيبة ربما تكون أكبر، عندما نسمع أنّ مغنين يستغلّون الأزمات الحاصلة في لبنان ويغنون لها. لا نتحدّث هنا عن الأغاني الوطنية، بل عمّا قام به مهند زعيتر، الذي عمد إلى غناء "قالولي الليرة رخصانة.. الدولار صاير بتمانة"، يبدو أنّ مهند "فهمان الموضوع غلط، إذ إنّ الليرة "مش رخصانة" بل منهارة.
لا نفهم هنا ما الشيء الإيجابي أو الفرح الذي قد يدفع بفنان إلى الغناء لهذا الأمر، والتقليل من قيمته، بل المساهمة أيضاً في التخفيف من حدّة الغضب الذي يجب على المواطن اللبناني أن يتحلّى به؟غضب يجب أن يتحوّل إلى ثورة وانتفاضة، لا أن نغني ونرقص فرحين به.
وفي العالم الآخر الذي نعيش فيه، نشر الفنان اللبناني باسم مغنية، فيديو يدلّ على حجم الانفصام الذي يعيشه اللبنانيون. انفصام جاء على شكل أجواء احتفالية من داخل أحد المطاعم، فيما الأجواء الخارجية كانت احتجاجية بامتياز.