نانسي: مكنسة وإم كباش... كانا لقبايَ

هذا المقال مخصّص لأصحاب الشعر المجعّد "الكيرلي" أكانوا من النساء أم الرجال..

الشعر المجعّد هو بالفعل شعر فريد من نوعه، لكن لا أعلم لماذا مجتمعنا جعل كلّ من لديه شعر مجعّد من المغضوب عليه، بل رُشق بكلمات وعبارات غريبة عجيبة، ولا أعلم من وضع فكرة أنّ الجاذبية والهيبة فقط لمن يمتلكون شعراً حريريّاً ناعماً.

حتى الأفلام العالمية جعلتهم يجسّدون أدواراً على أنهم قبيحيون أو مكروهون مما ترك أثراً، وعكس على نفسية البعض بشكل سلبي، جعلهم يستخدمون طرقاً غريبة لفرد الشعر مثل الكيراتين والبروتين هرباً من أيّ انتقاد قد يوجّه إليهم.

حتى الصغار منهم لم يسلموا من التعليقات، اليوم هناك ثورة الشعر المجعّد. ويقود الثورة مجموعة من النساء والرجال يحاولون مواجهة المجتمع واقناعه عكس ما هو سائد.

 هذه الثورة مازالت مستمرّة حتّى هذه اللحظة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكي يفهم الجميع أنّ الشعر المجعّد حُكم عليه بطريقة بشعة، لكن هذا الحكم قابل للطعن.

 

 

نانسي ومعاناتها 

هناك العديد من النساء توقفوا عن فعل ما يرضي نظرة الناس أو المجتمع تألقوا وتأقلموا مع واقعهم، ومنهم نانسي الجيزي التي روت لصيحات بداية معاناتها مع الشعر المجعّد.

وقالت نانسي أن المعاناة كانت طويلة جداً مليئة بالحسنات والسيئات، خصوصاً في مرحلة الصغر حيث كانت تشعر وكأنها مكروهة من العالم، وتخجل من نفسها، وتفاقمت في مرحلة المدرسة حيث كان أصدقاؤها يتفننون بوضع ربطات للشعر والموديلات، أمّا هي فكانت ملزمة بموديل واحد فقط، وتمنّت لو كان بإمكانها تمليس شعرها، لكن في ذلك الوقت لم تكن مواد فرد الشعر متوفرة مثل اليوم.

لم يتوقف الأمر هنا فحسب، بل ما يجهله البعض أن هناك شركات عدّة تطلب من موظفيها فرد الشعر كي يليق ببروتوكول الشركة، فالشعر المفرود مرتبط بفكرة الترتيب والرقي، وهذا ما حصل مع نانسي، ققد طُلب منها أحد المدراء ربط شعرها طوال وقت العمل.

 

 

 

تقبل الذات

رحلة تقبّل الذات مع نانسي بدأت في مراحل الثانوية والجامعة، خصوصاً بعض انضمامها إلى كلية الفنون، حيث شعرت أن شعرها المجعد يناسب حياتها وشخصيتها وتخصصها. فالشعر الكيرلي يعتبر فنّاً، وأصبحت تتعلّم كيفية استخدام منتجات العناية المخصصة للشعر المجعد، وهذا ما يجهله البعض، أن الاهتمام بالشعر الكيرلي يحتاج إلى وقت ومراحل عديدة للوصول إلى النتيجة المطلوبة التي تليق بنظرة المجتمع.

 

 

من المزعج أن يكون هناك ما يعيق حركتك تماماً كحكم المجتمع على الشعر المجعد! لكن بفضل العديد من الأَشخاص الذين يبذلون جهداً كبيراً في التوعية، نرى اليوم أنّ ثورة الشعر المجعّد تنجح، بل وأصبحت موضة أيضاً، يتبعها من يحظى بشعر أملس، وربّما انقلب السحر على الساحر.