ما أثر الدخان الأسود على صحة الانسان؟

صدم كثر من سكان بيروت، بكثافة الدخان الأسود المتصاعد من مرفأ العاصمة، على إثر الحريق الذي اشتعل داخله، حريق جاء على عدة مستودعات داخل المرفأ، فأحرق الخضر واليابس داخلها.

كثافة الدخان الأسود تلك، غطّت سماء بيروت كلها، كما انها اتجهت نحو الضواحي الجنوبية للعاصمة اللبنانية، الأمر الذي حذر كثر من العلماء من مخاطره على الصحة الجسدية للمواطنين.

ويعتبر غاز أول أكسيد الكربون وأكسيد الكبريت والأسيد الديهايد والحموض والقلويات الحارقة من أهم الغازات الناتجة عن الاحتراق وأخطرها على الإطلاق، وينتج غاز أول أكسيد الكربون وهو غاز عديم اللون والرائحة عند عملية الأكسدة الجزئية أي الاحتراق غير التام للكربون والمركبات العضوية كالخشب والفحم في ظلّ حرارة عالية.
ويُنتج الحريق غازات سامة تعتبر إحدى أخطر السموم على جسم الانسان، وترجع خطورة وسميّة الغاز لكونه يتحد مع هيموجلوبين الدم داخل الرئة مع مكون يعرف باسم كاربوكسي هيموجلوبين فيمنع نقل الأوكسجين إلى الخلايا والأنسجة داخل جسم الانسان، فتظهر عدد من الأعراض كتغير في لون الجلد والأغشية المخاطية ويحدث معه التسمم بأول أكسيد الكربون عن طريق التعرض الكافي للأوكسجين الصافي لفترة طويلة فيقلل من قدرة الإنسان على امتصاص الأوكسجين مما يتسبب في تلف الأنسجة فيؤدي إلى التسمم. ومن الأعراض العامة للتسمم جراء الانفجار هي:
التقيوء، الصداع، ضعف في التنفس، فقدان الوعي، الضعف، الدُوار.
ويتسبب استنشاق الهواء الفاسد النابع من الحرائق، بحساسية في الجيوب الأنفية والتهاب في الرئة والتهابات في الصدر، حيث تدخل الغازات السامة منها أول أكسيد الكربون لمجرى الدم فتتحول الخلايا السليمة لخلايا سرطانية تهاجم الخلايا الأخرى.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن نسب الوفاة جراء تلوث الهواء، تشهد ارتفاعًا كبيرًا خاصة أنّ ذلك يؤدي إلى وقوع أمراض كثيرة في الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي والتسمم الحراري، وذلك يعود لاستنشاق كميات كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون.