لا يمكن الكتابة إلا إذا تأمنت ظروف معينة تساهم في خلق جو عام منتج. لا تتأمن دائمًا هذه الظروف. كما أن العمل الواجب تسليمه لا ينتظر كي يصبح الكاتب جاهزًا نفسيًا للكتابة. ولا يمكن تمديد مهلة تسليمه. لا بد من أمر ما يحفز الكاتب ويجبره على الكتابة. هذا ما يقوم به مقهى "مانيوسكريبت كافيه" Manuscript Writing Cafe في حي كونجي البوهيمي بطوكيو.
لديك عمل عليك إنجازه. له وقت محدد متفق عليه للتسليم. ما من شيء يحفزك لإنجازه. عليك بالطبع ارتياد هذا المقهى في طوكيو. فهو يقدم خدمة فريدة تتمثل بالضغط على كل من يتعامل مع الكلمة المكتوبة، من كتاب ومحررين، لإنجاز أعمالهم الكتابية. يزود الكتاب بكل ما يحتاجون إليه من قهوة، شاي، واي فاي، شواحن، مقابس. يتسع لعشرة مقاعد. يتقاضى المقهى دولارًا واحدًا لأول ثلاثين دقيقة و2.34 دولارين لكل ساعة بعد ذلك.
هذا المقهى لا يكتفي بتأمين الجو الملائم للكتابة الذي يبعدك عن كل أساليب اللهو التي تحول دون كتابة أي سطر. لا بل يتخطى حدوده قليلًا. إذ لا يسمح الموظفون بمغادرة الكتاب حتى تنتهي مهمتمهم الكتابية لهذا اليوم. وما يخوله القيام بذلك هو طلبه منهم تدوين أسمائهم والوقت الذي يخططون فيه للانتهاء من عملهم، عدد الكلمات التي يخططون لكتابتها والوقت الذي يفترض أن يتهوا به كتابتها، ما إن يدخلوا المقهى.
يتعين على العملاء – الكتاب إخبار موظفي المقهى عن النمط الذي يرغبون من خلاله بالانغماس في العمل من خلال الاختيار بين درجات مراقبة معتدلة أو عادية أو صعبة. ويحصل العملاء من أصحاب النمط المعتدل على تنبيه من الموظف كل ساعة. أما الذين يتطلعون إلى العمل تحت ضغط أكثر كثافة، فيمكنهم اختيار الوضع الصعب الذي يتضمن مرور موظف المقهى باستمرار على العميل ومشاهدته وهو يعمل.
يقول مالك المقهى لـ "سي أن أن" تاكويا كاواي - وهو بدوره كاتب – إنه يأمل أن تساعد القواعد الصارمة الكتّاب على التركيز. هذا وصرحت إحدى العاملات في المقهى أن الخدمة التي يقدمها المقهى تعود بالفائدة. فما كان يستغرق يومًا قد اكتمل بالفعل في ثلاث ساعات. وتلك المهام التي تستغرق عادةً ثلاث ساعات تم إنجازها في ساعة واحدة.
والآن بعد أن عرضنا ما يقدمه هذا المقهى من خدمة فريدة، هل أصبحت لديك رغبة بزيارته؟
