إعلان

دون الإذاعة… لكان افتقد سائقو السيارات للمتعة

المصدر: رفقا عطا الله
راديو قديم
راديو قديم
A+ A-

طريق فيها حركة مرور كثيفة. الناس منزعجون من هذا الأمر. ما من مهرب لذلك. لن يجدوا أمامهم سوى الإذاعة ليستمعوا إليها. فيها محتوى متنوع. يرضي جميع الأذواق. تجذب بأثيرها الكبار والصغار. هذا هو السيناريو الذي غالبًا ما يسبق إقدام الفرد للجوء إلى الإذاعة. ولكن لم نتساءل يومًا، ما الذي يشدّ سائقي السيارات للاستماع إلى الإذاعة في مركباتهم؟

هي الصديقة

تبنى علاقة صداقة بين السائق وأثير الإذاعة. فهي ترافقه في أوقات سعادته، كما في أوقات حزنه. تؤنس طريقه. تمنحه النصح عندما يكون بأمس الحاجة إلى من يوجهه. وكل ذلك تقدمه له بطريقة عفوية دون أن يكون هذا الأمر متعمدًا. دونها، سيفتقد إلى من يشحنه بالطاقة الإيجابية. إن انطفأ أثيرها، ما من أحد سيواسيه عندما يكون في أسوأ حالاته. تمامًا كالصديق الصدوق، تقف إلى جانبه مهما تأرجحت أوضاعه ما بين السيئ والأسوأ.

هي الخيال

لا يرغب الإنسان بطبعه في أن يوضع داخل إطار معين. دائمًا ما يحاول الرؤية خارج الحدود المحددة له. وهذا ما تساهم فيه الإذاعة. فهي تحفز المخيلة لديه. تجعل منه مخرجًا. يبني للأصوات التي تتعالى من المذياع شخصيات لديها طباع يفترض أنها تتمتع بها. ووقت الازدحام، يبحث السائق عما ينتشله من هذا الوضع الممل. فتكون بذلك الإذاعة هي سبيل النجاة. دونها، لن يمضي الوقت. ولن ينتقل المرء من عالمه الممل إلى عالم يهندس إعداداته كما يشاء.

هي الآخر

يودّ الإنسان في بعض الأحيان الاستماع إلى ما لا يصب في منطقة راحته (comfort zone). من هنا، يأتي خيار الإذاعة ليكتشف  المرء ذوق الآخرين. يحب الكلاسيكيات، ولكنه لا يحب حصر نفسه في هذا النوع من الموسيقى مثلاً. لذا، يرتاد الإذاعات التي لا تقاسمه الذوق الموسيقي نفسه. دونها، لم يكن المرء منفتحًا على ثقافات موسيقية مختلفة عن خاصته. مع العلم، أن الانفتاح ينسحب على كل المجالات التي تعيرها الإذاعة أهميةً في برمجتها.

هي عنصر المفاجأة

في كل يوم، تحمل الإذاعة لسائق السيارة مفاجأةً. وهذا ما يحدّ من الملل الذي يشعر به في يومياته المزدحمة. بكبسة زرّ، قد يعثر على موضوع يجذبه. لم يكن بالحسبان أن يصادفه على المذياع. كما قد يستمع إلى أغنيةٍ لطالما كان يبحث عنها على محركات البحث. ولكن كل محاولاته في إيجادها باءت بالفشل. هكذا هي الإذاعة عندما تطرق بابها عن طريق الصدفة، تمنحك ما تبتغيه.

هي المكتشفة للمواهب

في حضرة الإذاعة، يطلق الإنسان العنان لمواهبه لتنكشف. داخل السيارة، قد يبرز شغف المرء في تحليل كلمات الأغنيات. جراء فضوله، قد يغوص في كلماتها ليصل إلى كتابة سيناريو تكمن قصته ما بين سطورها. هذا وقد يكتشف الفرد شغفه بالغناء. لن يلقى تقييمًا من أحد. وهذا بالأمر الجيد. لن يحاسبه أحد إن أخطأ في كلمات الأغنية أو لحنها. في كل الحالات، سيخلق من الأغنية التي يستمع إليها أغنية جديدة نسفت معظم ركائزها. دون الإذاعة، لكانت اندثرت مواهب الأفراد.

كم كانت لتكون يوميات سائقي السيارات تمر بمللٍ لو لم ترافقهم الإذاعة!

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم