قبل نحو 66 مليون عام، ضرب كويكب عملاق خليج المكسيك، متسببًا بالقضاء على العديد من النباتات والكائنات الحية على الأرض، من بينها القضاء على الديناصورات تمامًا، إلا أنّ التمساح لم يتأثر بذلك إلا قليلًا.
ووفقًا لباحثين في جامعة بريستول، فإنّ معدل تطور التمساح بطيء وذلك يرجع إلى شكله متعدد الاستخدامات والفعال بما يكفي للتعامل مع كارثة عالمية شديدة.
ووجدت الدراسة أنّ التماسيح نجت من اصطدام الكويكب، بفضل شكلها، الذي لم يتغير منذ العصر الجوراسي، أي منذ حوالى 200 مليون سنة.
ووفقًا للدراسة فقد سمح جسم التماسيح القابل للتعامل مع التغيرات البيئية الهائلة، كالعيش والنمو في الماء وخارجه، والعيش في الظلام، بالإضافة إلى البنية الجسدية القوية، من أن تنجو من الإصابات الرهيبة.
وبحسب الدراسة، فعندما اصطدم الكويكب بخليج المكسيك، نجت التماسيح من خلال استخلاص الطاقة من الشمس، وذلك لأن جسمها يعتمد على الحاجة للدفء.
وتضيف الدراسة، أن حياة التماسيح تغيرت بعد انقراض الديناصورات، بخاصة أسلوب حياتهم الذي أضحى يعتمد على التكيف مع تغيرات بيئية عديدة.
وتستطيع التماسيح أن تحبس أنفاسها لمدة تصل إلى ساعة كاملة، بسبب قدرة جسدها على الاحتفاظ بالأوكسيجين، فيما تتحرك بشكل سريع جدًا على الأرض.
ويوجد في عصرنا الحالي، 25 نوعًا من التماسيح فقط، كذلك أشارت الدراسة، إلى أنّ للتماسيح قدرة على التطور الذي يحكمه التغير البيئي، يعرف بالتوازن المتقطع، والذي يفسر سبب انقراض أنواع ما قبل التاريخ كالحيوانات العملاقة، والديناصورات وآكلات النبات وغيرها.
وبالنسبة لمعدل تطور التماسيح، فإنه وفقًا للدراسة، فقد كان بطيئًا، إلا أنه ومع تغير العوامل البيئية والمناخية، فقد حدث التطور أسرع، وقد استعملت الدراسة التحليل الخوارزمي، لتقدير معدلات التطور والذي يمكن من خلاله مقارنة القياسات من الأحافير مع الأخذ في الاعتبار عمرها، كذلك تمّ قياس حجم الجسم، وكمية الطعام التي تحتاجها، ومدى تعدادها ومدى احتمالية انقراضها.