لبنان إلى العصور الوسطى.. "شكراً دولة"

أيام قليلة، ويعاود اللبنانيون ممارسة ما امتهنه أجدادهم. ليس هذا ذلّاً أبداً، بل تمسّك بالتاريخ والتقاليد والأصول. هذا ما يريده زعماؤنا، فسمعاً وطاعة، ولا اعتراض على مشيئة الحاكم.
 
الحمام الزاجل سيكون أول ما يعادُ استخدامه كمراسلة بين أبناء الشمال اللبناني وأصدقائهم في الجنوب، أو بين بيروت وعاليه، وذلك بعد انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت. وعلى الرغم من طمأنات وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال، طلال حواط، "أنّ القطاع ليس ذاهباً إلى أزمة أو انقطاع"، إلّا أنّ الشبكة، حسبما نرى نحن المواطنين اللبنانيين، تشهد تباطؤاً ملحوظاً.
 
أما مهنة حفر الآبار لاستخراج المياه منها فستزدهر، يصاحبها ازدهار في صناعة الدلاء (جمع دلو)، التي بها سيجمع اللبنانيون مياه الشرب والاستحمام، فتجهّزوا أيها اللبنانيون. وكان تصريح رئيس مجلس مياه بيروت، جان جبران، أكبر بشرى للمستقبل المبهر، إذ قال: "نظراً للانقطاع في الكهرباء وشحّ مادّة المازوت، وصعوبة الصيانة السريعة للمولّدات الكهربائية، وتدنّي العملة الوطنية مع بداية الصيف والطلب الزائد على المياه، يُطلب من جميع المستخدمين والعمّال خدمة المواطنين وتلبية مطالبهم ضمن الإمكانات المتاحة".
 
ومع الانقطاع المتزايد في الكهرباء الذي بلغ حتى ليل أمس، 21 ساعة انقطاع، يكثر بين اللبنانيين استخدام وسائل بديلة. فالشمعة هي أسهلها وأكثرها توافراً، فيما يشهد القنديل أيضاً انتشاراً بين العائلات اللبنانية، ليتذكر بذلك اللبنانيون أجدادهم خلال فترة الاحتلال العثماني والحرب العالمية الأولى.
 
أما الحمير والدوابّ الأخرى أيضاً فستشهد بعد أيام انتشاراً كذلك، كبديل حيّ وسهل لأزمة انقطاع البنزين وتوقف المواصلات. "فشكراً دولة" على إنجازاتك التي تخطّت المئة بالمئة، وشكراً كثيراً أيضاً و"بيغ لايك" لكلّ من يدافع عن أيّ مسؤول أو زعيم في هذه الدولة الفاشلة.
 
مواقع التواصل الاجتماعي، من جهتها شهدت ردوداً متنوّعة، وجاءت على الشكل التالي: