1348... عام الموت الأسود
إذا كنت من المعتقدين بأن كورونا هي الأسوأ، فأنت بالتأكيد لا تعلم عن الموت الأسود أو ما يعرف بالطاعون. فقد انتشر المرض بسرعة في بريطانيا عام 1348، واستفحل لسنوات في كل دول العالم وأوروبا تحديداً وأجزاء أخرى من العالم، حتى أصبح أفتك الأوبئة منذ بداية العالم وحتى يومنا هذا. حملت السفن الأوروبية الوباء جنوباً عبر البحر المتوسط، لينتشر سريعاً في أنحاء أفريقيا، والشرق الأوسط.
1492... تاريخ جديد
في ذلك العام، أكمل الملوك الكاثوليك غزوهم لغرناطة ضمن خطة لتأسيس أوروبا المسيحية وذلك بالقضاء على الهويات السياسية والدينية التي ربطت شواطئ البحر المتوسط لنحو ألفي عام، إذ قُتل ما يقارب نصف مليون مسلم من سكان المنطقة في غضون بضع سنوات، وتم استعباد أو طرد البقية، ما كشف عن نية لاضطهاد وطرد مماثل للسنوات التالية. بالفعل حدث ذلك في العام نفسه بعد الرحلة الأميركية الأولى للأوروبي كريستوفر كولومبوس، وتسبب اكتشافه في تنافس إسبانيا والقوى الأخرى على التجارة والأراضي.
لم ينته الكابوس مع حلول أوائل القرن 16، فقد جرفت أوبئة العالم القديم الأميركتين، وبدأت سلسلة أمراض فتاكة تسببت في النهاية بمقتل نحو 90% من السكان الأصليين بحلول منتصف القرن 19، والأسوأ كان اتجاه الأوروبيين لأفريقيا بحثاً عن مصدر جديد للعمالة المستعبدة.
هذا كان أسوأ وقت للبقاء على قيد الحياة. بدأت السنة العصيبة بثوران بركاني عملاق في آيسلندا، نتجت عنه سحابة رماد أبقت نصف الكرة الشمالي في الظلام لمدة 18 شهراً، فانخفضت درجات الحرارة لأدنى مستوياتها، وفشلت المحاصيل ما تسبب في مجاعة.