دماء وتهجير... ماذا تعرف عن الحرب الأهلية في الولايات المتحدة؟

في القرن التاسع عشر، وتحديدًا في 12 نيسان من العام 1861، اندلعت الحرب الأهلية الأميركية. حرب سببها رفض ولايات الجنوب لقرار إنهاء قانون الرقّ والعبودية في البلاد.
 
ولنفهم مجريات الأحداث حينها، حيث جاءت انتخابات تشرين الثاني 1860 لتفرز عدّة مرشحين، أبرزهما: مرشح الحزب الجمهوري أبراهام لينكولن ومرشح الجنوبيين الديموقراطيين جون بريكنريدج، الأخير أراد إلغاء القوانين الداعية لإلغاء الرق في البلاد، فيما يلوّح لينكولن بفرض قانون يلغي العبودية، يأتي ذلك وسط تصاعد في خطاب الدعوة لإعلان انفصال الولايات الجنوبية تحت مسمى "الولايات الكونفيدرالية الأميركية".
 
حصلت الانتخابات وظفر لينكولن بـ 39% من الأصوات، فيما حاز منافسه على 18% من الأصوات، وحصل مرشح الحزب الديموقراطي أرنولد دوجلاس على 29%.
 
 
هذه النتيجة دفعت بالولايات الجنوبية في نيسان 1861 إلى إعلان انفصالها وقيام الولايات الكونفيدرالية الأميركية، رافضة نتيجة الانتخابات، ولتتشكل من 7 ولايات، هي: ساوث كارولاينا وميسيسبي وفلوريدا وجورجيا ولويزيانا وتكساس، وما إن اندلعت الحرب حتى انضمت إلى الكونفيدرالية ولايات فرجينيا وأركنساس وتينيسي وميسوري وكنتاكي، لتشمل بذلك 11 ولاية.
 
انتخب المجلس التأسيسي للولايات الكونفيدرالية، جيفرسون فينز رئيسًا لها، وألكسندر هاملتون ستيفنز نائبًا له، حيث بقيا في منصبهما حتى تفكك الكونفيدرالية. لكنّ الكونغرس الأميركي رفض ذاك الإعلان معتبرًا إيّاه غير دستوري. لتندلع الحرب في 12 نيسان.
 
دارت كبرى المعارك الأهلية في ولايات بنسلفانيا وجورجيا وماريلاند وتينيسي، وشهدت بلدة جينسبيرغ في بنسلفانيا إحدى أعنف المواجهات حيث سقط فيها أكثر من 51 قتيلًا.
 
وراح ضحية تلك الحرب التي استمرت 4 سنوات، 110 آلاف جندي من الشمال و93 ألف جندي من الجنوب، وربع مليون مدني شمالي و167 ألف مدني جنوبي، أي ما مجموعه 620 ألف أميركي قتلوا بسبب تلك الحرب التي انتهت في أيار 1865.
 
 
ألقي القبض على الرئيس الجنوبي جيفرسون فينز، وجرت محاكمته، إنما أعلن جاكسون عام 1868 عفوًا عامًا عن كل من شارك بالتمرد، فرحل إلى كندا ومنها إلى أوروبا.
 
يذكر أنّه ومع انتهاء الحرب الأهلية، أعلن تحرير 4 ملايين شخص من أصول أفريقية، كان السكان الإقطاعيون الجنوبيون قد استعبدوهم. كما تمّ العمل على دمج مدن وقرى الجنوب وسكانها بالمجتمع الأميركي لتغيير نظام حياته وطريقة تفكيره وتقبله للثورة الصناعية الجديدة.