في هذا العالم شخصيتان مرتبطتان بالزمن وتحديداً بالليل والنهار... الشخص الصباحيّ وغير الصباحيّ، هناك بضعة أمور يجب أن نشرحها لأصدقائنا الصباحيين، على أمل أن يتفهمونا، ولا يرشقونا بكلمات وأحكام مسبقة، أوّلها وبالخطّ العريض: أنا لســــــــت شخصـــــــاً صباحيّــــاً، سنشرح لكم هذه الكلمة
عند استيقاظنا من النوم، نكون في مزاج سيّئ وضيّق للغاية، لا يمكننا التفوّه حتّى بكلمة "صباحو"، نحن لا نبالغ بالفعل، فعقلنا مبرمج هكذا، حاولنا تغيير هذه العادة، لكن تبيّن أنّها ليست عادة، هكذا خلقنا، حتّى أنّنا نصل إلى درجة أنّنا ننزعج من استيقاظنا من النوم، ونبدأ بأسئلة بديهيّة، ماذا نفعل في هذا الكون؟ لماذا عليّ القيام باكراً؟ هل سيتغيّر شيء بوجودي أو عدمه؟ نكون "نكدين" بعض الشيء.
قد نضطرّ أحياناً إلى الاستيقاظ أبكر من العادة، كي نتأقلم مع العالم الخارجيّ أسرع، وكي نبتسم على الأقلّ، عندما نواجه الناس في الصباح الباكر.
هناك أشياء يجب أن يراعيها الشخص الآخر، على سبيل المثال، لا تفتحوا معنا أحاديثَ في الصباح الباكر، لأنّها ستظهر علينا علامات الانزعاج، لأنّ عقولنا في هذا الوقت بالتحديد، لا تستطيع أن تستوعب الكلمات والأحرف وحتّى المعاني.
ولا تطلبوا منّا أيّ مهام كي ننجزها فور وصولنا إلى العمل، أو حتّى عقد اجتماع، لأنّنا سنكون خارج التغطية كليّاً، تماماً كتوقيع ورقة الشروط التي نوافق عليها، ومن ثمّ نندم.
أمّا تكرار سؤال، عمّا إذا كان هناك خطب ما، هذا بالتحديد يقضي على جهازنا العصبيّ.
صباحنا دقيق وحسّاس للغاية، إذا حصل أيّ خطأ، أو تصرّف خاطئ من قبلكم، قد تكونون قضيتم، ليس فقط على صباحنا، بل على يومنا بالكامل أيضاً، ليس هناك خطب ما، نحن فقط نستوعب وجودنا في هذا العالم.
ولا نريد أن تذكّرونا أنّ الحياة الحلوة والابتسامة الصباحيّة هي أساس الحياة، نعلم، فقط دعونا نحتسي قهوتنا، وسنحدّثكم مع ابتسامة لا تفارقنا، نعدكم بذلك.