لماذا فرضت روسيا ضريبة على أصحاب اللحى؟

في حادثة تاريخية، ومرت عليها مئات السنين، وتحديداً عقب استفراده بعرش روسيا تزامنا مع وفاة أخيه غير الشقيق إيفان الخامس يوم 8 شباط 1696، تمكن القيصر الروسي بطرس الأكبر  من تغيير روسيا حيث أذل الأخير العثمانيين وانتزع منهم منطقة آزوف خلال نفس السنة واتجه لتأسيس مدينة سانت بطرسبرغ التي سرعان ما جعل منها عاصمة جديدة لإمبراطوريته بدلا من موسكو، كما خاض حربا ناجحة ضد السويديين تمكن خلالها من ضم أراض جديدة لروسيا التي تحوّلت بفضل ذلك لقوة إقليمية جديدة بأوروبا.

إلى ذلك، لم تخل فترة حكم بطرس الأكبر من الغرائب. فعلى الرغم من الازدهار الذي شهدته روسيا أثناء فترة حكمه، عمد القيصر الروسي لسجن زوجته وقتل ابنه ألكسيي بيتروفيتش  كما أباد قوات الستريلتسي، واتجه لفرض قوانين وضرائب غريبة كانت من بينها ضريبة اللحية.

ضريبة اللحية

ولإجبار رعيته على حلق لحاهم، فرض القيصر الروسي ضريبة اللحية بجميع المدن. وبسبب ذلك، اضطر كل من حافظ على لحيته لدفع ضريبة باهظة لخزينة الدولة. إلى ذلك، اختلفت ضريبة اللحية حسب مكانة الأفراد بالمجتمع الروسي. فبينما أجبر كبار التجار على دفع 100 روبل سنويا مقابل الحفاظ على اللحية، أجبر العاملون بالبلاد الإمبراطوري وأعضاء الحكومة والعسكريون والتجار العاديون وبقية سكان المدن على تقديم 60 روبل سنويا لخزينة الدولة. من ناحية أخرى، اختلفت قيمة هذه الضريبة بالعاصمة السابقة موسكو التي اعتبرت القلب النابض لرجال الدين والكنيسة الأرثوذكسية لتقدر بنحو 30 روبل فقط كما قدّم سكان المناطق الريفية مبالغ أخرى ضئيلة مقابل اللحية.

في الأثناء، لقي هذا القانون الجديد الذي أرساه بطرس الأكبر معارضة شديدة من قبل الأهالي. فبالنسبة للروس، مثلت اللحية رمزا دينيا افتخروا به ورفضوا التخلي عنه. وأملا في تطبيق القانون، جاب رجال شرطة القيصر الروسي أحياء المدن الروسية وحلقوا باستخدام القوة لحية كل شخص امتنع عن دفع الضريبة.