اشترِك في نشرتنا الإخبارية
هي خفّة دم، لا علاقة لها بالكذب لا من قريب ولا من بعيد، بل هي يمكن أن نصفها بالكذبة البيضاء. إنها العبارات اللبنانية حصراً والتي باتت علامة مسجلة بإسم الشعب اللبناني بشكل خاص، حيث نستعملها للهروب من مشاكل أو لاختصار الحديث ورفع المسؤولية عنّا.
بكل تأكيد تتصدر مقولة "خمس دقايق وبوصل" جدول ترتيب العبارات التي لا يجب أن نصدقها لو كانت من قبل إمام المسجد أو الراهب في الكنيسة، فهذه الكلمة هي أسهل عبارة على لسان أي لبناني بغية إقناعك بأنه أصبح قريباً من الوصول إلى الموعد وهو قد يكون بعيدا عنك حوالي الربع ساعة كحد أدنى.
لطالما كانت كذبات اللبنانيين مرتبطة بالتأخير، إذ نستخدم عبارة "يلا وصلت بس عجقة سير"، في مختلف أوقات النهار فهي أقرب إلى أن يصدقها الشخص الآخر نظراً إلى زحمة السير الخانقة في أزقّة بيروت، فنأخذ من زحمة السير مهرباً لأكاذيبنا.
ووإذا ما تم اللقاء، تبدأ حملة العتب بـ"وينك يا زلمي مش عم تبيّن"، وتنتهي بواحدة من أعظم الخبريات الكاذبة عبر مر العصور، "طب خلينا نزبط قعدة، خلص هلق منعمل غروب واتساب، بركي أسبوع الجاي"، هنا تعتبر أن حملاً وقد انزاح عنك، وأنت تعلم أنك تكذب، إضافة إلى الشخص الآخر الذي يعلم أنك تكذب، وكلاكما تعلمان أنكما تكذبان.
ومع ارتفاع نسبة الإصابات بفيروس كورونا، باتت حجّة الكسول، هي "تعبان، ناطر فحص الكورونا"، وهي حجة سليمة وصحيّة ولا غبار عليها للهروب من السهر أو النزهة.
"كلّو كوم" وعبارة بشو بحلفلك؟ كوم، مجرد أن تسمع هذه العبارة عليك أن تبصم بالـ10 أن الذي أمامك هو خليفة أعور الدجال على الأرض وهو أكذب وأمكر الأشخاص، فهو يهرب من الحقيقة، كيف إذا إجتمع مع هذه العبارة كلمة "هلق بعدني جاي إحكيك"... بشو بحلفلك إنو هلق كنت جاي إحكيك! عبارة مرعبة ومليئة بالكذب.
وعندما تقرر أن تطلب الديليفيري من أحد المطاعم، وتكرر السؤال على صديقك ويقول لك "مش جوعان"، تأكد أن وجبتك التي طلبتها لن تنال منها سوى الفاتورة!
