اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يوم المواطن اللبناني بات بنكهة جديدة، نكهة مرّة طبعاً. فهو يستيقظ قبل ساعتين على الأقل من موعد عمله كي يتمكن من تأمين البنزين لسيارته.
يقضي هذا المواطن المسكين وقته بالانتظار في عز الحر، وتحت أشعة الشمس الحارقة. "والأتعس من هيك" هناك من يضطرون إلى دفع سياراتهم إلى المحطة بأيديهم، وذلك بعد أن نفذت من الطاقة ولفظت أنفاسها الأخيرة.
هذا كلّه يحصل وسط تزايد كبير في درجات الحرارة وارتفاع نسب الرطوبة. ما يؤدي إلى ضربات شمس مؤذية جداً. إلّا أنّ الكثير منّا لا يدرك خطورة هذه الحالة، ولا يعير إهتمامًا لعوارضها، إلى أن يبدأ بالشعور بالدوخة القوية وآلام الرأس التي لا تطاق.
تحدث ضربة الشمس (Sunstroke) بحسب موقع Mayo Clinic الطبي، عندما يشعر الشخص بالحر الشديد لفترة طويلة من الوقت، سببها ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير، دون قدرة الجسم على تبريد نفسه.
ولكي نتجنب مخاطر هذه الحالة، ولأن "لا حيلة ولا فتيلة" كي نلغي ساعات الانتظار في الحر، سنحاول توضيح جميع الإجراءات الضرورية لتجنب تفاقمات هذه الحالة.
أولاً، ضربات الشمس تتطلب الاتصال الفوري بالطوارئ وعدم الانتظار حفاظًا على حياة الإنسان، ومنعًا للتلف الذي قد يلحق بالدماغ أو الأعضاء الداخلية الأخرى، خاصة عند البقاء لفترة طويلة دون ترطيب الجسم جيدًا بشرب السوائل. ويُشار إلى أنّ أكثر الأفراد عُرضة لضربات الشمس هم من تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، الصغار، من لهم أمراض في القلب أو الضغط، وأصحاب الوزن الزائد. ومع الأسف نرى ظاهرة اصطحاب الأطفال إلى المحطة وهذا مؤذ جداً ومن الأفضل عدم تعريضهم للانتظار في السيارة أبداً.
أما إذا وجدنا حالة يظهر عليها أحد عوارض ضربات الشمس، فمن الضروري جداً أولاً الإتصال بالإسعاف، ومن ثم إجراء بعض الإسعافات الأولية الضرورية كالتالي:
1- نقل المصاب إلى مكان مظلل ويحبذ أن يكون مبرداً
2- تخفيف الثياب عنه قدر الإمكان
3- إعطاؤه السوائل الباردة
4- تبليل وترطيب جلد المريض بالماء بواسطة المسح بإسفنجة مُبللة أو الرشّ. مع التركيز على تطبيق هذه الإسفنجة أو الكمامات الباردة على مناطق الجسم الغنيّة بالأوعية الدمويّة القريبة من الجلد وأهمّها؛ الإبطين، وأصل الفخد، والرقبة، والظهر؛ حيث إنّ تبريد هذه المناطق يساهم في تقليل درجة حرارة جسم المريض
الأهم من هذا كلّه، وقبل أن نصل إلى هذه الحالة، أن نتجهّز جيداً ليوم مشمس طويل وذلك باتخاذ هذه التعديلات:
1- إرتداء الملابس الخفيفة والفاتحة لأنها تردّ أشعة الشمس عن الجسم
2- المداومة على الترطيب وشرب المياه
3- عدم الانتظار داخل السيارة أو ترك أحد ينتظر طويلًا بداخلها، سواء كانت السيارة مركونة في زاوية مشمسة أو في الظل، فعمومًا ترتفع درجة الحرارة في داخل السيارة عن خارجها بمعدل 7 درجات مئوية خلال 10 دقائق من وقوفها حتى إن كانت إحدى النوافذ مفتوحة
4- تجنب أشعة الشمس الضارة على بشرتك عبر ارتداء قبعة ووضع مستحضر واقي للشمس بعامل وقاية 30 أو أكثر
ضربات الشمس مشكلة حقيقية لا يجب إهمالها. فالكثير منا لا يعلم أنها قد تؤدي إلى:
1- الدوخة الشديدة وآلام الرأس الحادة وفقدان التركيز
2- الإغماء وفقدان الوعي بشكل كامل
3- السكتة الدماغية الحرارية
4- تلف الأعضاء الحيوية أو الوفاة
