30-04-2023 | 04:10

في السودان... إهرامات كوش "المملكة المفقودة" للفراعنة الأفارقة

قد تكون الأهرامات الـ 200، التي أقيمت في مدينة مروي السودانية من أعظم الإنجازات. يوجد في السودان أهرامات أكثر من مصر بأكملها، مع العلم أن هذه الآثار تشهد على روعة مملكة كوش القديمة التي لا تتغير.
في السودان... إهرامات كوش "المملكة المفقودة" للفراعنة الأفارقة
Smaller Bigger
قد تكون الأهرامات الـ 200، التي أقيمت في مدينة مروي السودانية من أعظم الإنجازات. يوجد في السودان أهرامات أكثر من مصر بأكملها، مع العلم أن هذه الآثار تشهد على روعة مملكة كوش القديمة التي لا تتغير.
 
تقع الأهرامات في مدينة مروي، عاصمة مملكة كوش، التي ازدهرت ثقافتها لقرون عدة، وهي باتت الآن أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وذلك كون العمارة السيادية والأعمال الفنية فيها هي من الشواهد الثابتة على عظمة ملوك وملكات النوبيين.
 
تشكل الحضارة النوبية، المدفونة في رمال الصحراء على ضفة النيل، تاريخ مصر منذ القرن الثامن قبل الميلاد حيث شكل سقوط الأسرة الـ25 من سلالة الفراعنة سبباً لتراجعها جنوباً الى مصر ليؤسسوا مملكة كوش، التي ستزدهر في عزلة رائعة، فيما عانت بقية مصر من اعتداءات متكررة من الآشوريين والفرس واليونانيين.
 
 
في الواقع، هي مملكة منفصلة عن مصر لها ثقافتها المادية وتقاليدها، فضلاً أنها تمكنت من إثبات قوتها مع انهيار المملكة الوسطى المصرية في العام 1785 قبل الميلاد.

مقابر ملكية...
تأثرت ثقافة الدفن الكوشية بتوليف الممارسات الثقافية المصرية والأفريقية. بعد الاستقرار في الجنوب. استمر دفن الملوك الكوشيين في مقبرة نوري، بالقرب من نبتة، والتي تدور حولها عبادة المصريين للإله آمون.
كان ذلك في وقت لاحق فقط، حوالى العام 250 قبل الميلاد. لكن ستصبح مروي مقبرة مفضلة. وبات يتم دفنهم في منطقتين رئيسيتين: مقبرة في الجنوب وهي الأقدم وأخرى في الشمال حيث نجد اليوم في الجزء الشمالي أفضل الأهرامات المحفوظة في المدينة القديمة. تم العثور على بعض المقابر الأكثر إثارة للإعجاب هناك حيث يستريح ثلاثون ملكاً وثماني ملكات وثلاثة أمراء.
 
كانت الأهرامات الأولى لمروي هي الأهرامات المتدرجة، وفقاً لبعض المتخصصين. من الممكن أن تكون قد وضعت عليها أسطوانات أو كرات مصنوعة من مواد تم تدميرها أو اختفت منذ ذلك الحين.
 
تم بناء الهياكل اللاحقة في القرن الثالث الميلادي. إنها أبسط وجوانبها ناعمة وحادة. وعلى الرغم من التأثير الواضح للجماليات المصرية الكلاسيكية، إلا أن أهرامات مروي أصغر بشكل ملحوظ وخالية بشكل عام من الهرم ، أي هذا التتويج الشهير. تبدو في الواقع أشبه بكنائس أهرامات دير المدينة بالقرب من الأقصر.

تم بناء هذا الأخير خلال عصر الدولة الحديثة (1539- 1075 قبل الميلاد) ، وهي الفترة التي بدأت تظهر فيها العديد من العادات المصرية في الثقافة الكوشية.
تم ترتيب الأحجار باستخدام شدوف، وهي رافعة هزازة تستخدم في رفع الكتل الحجرية.
 
إلى الشرق من كل هرم، تم حفر درجات في الصخر ما أدى إلى وصول مغلق. عند عبور العتبة اكتشفت غرف تحت الأرض ذات أسقف مقببة: كان من حق الملوك الثلاثة، وملكتين إثنتين. في أقدم الأهرامات، تم تزيين حجرة الدفن بمشاهد من كتاب الموتى المصري القديم. وُضع تابوت خشبي مع دمية المتوفى هناك. كما تم إيداع جثث الحيوانات المضحى بها وحتى الخدم هناك.
 
 
المهم أن مملكة كوش ازدهرت لقرون عدة. ولكن الأمور تغيرت مع وفاة كليوباترا حيث أصبحت مصر مقاطعة للإمبراطورية الرومانية المتعثرة، وهذا ما قوض وقف القتال الهش المبرم مع روما. أدت الثورة الضريبية في صعيد مصر إلى توغل الرومان في أراضي كوش وتعرض مناجم الذهب المربحة للتهديد.

هاجمت القوات المروية، بقيادة الملكة المرعبة أمانيريناس، الجنود الرومان في أسوان أي الحدود الجنوبية للعالم الروماني. في كتابه، الجغرافيا، يتحدث سترابو عنها على أنها كانديس ذات العين الواحدة، "المرأة المذكر ... التي فقدت إحدى عينيها... ينتهي الأمر بزعيم الحرب الذي لا يُنسى هذا بالدفع إلى مروي، ولكن منذ ذلك الحين، ستبقى الحضارة المروية هادئة نسبياً.
 
النوبية
 
 

 
اللافت أنه في العام 1500 قبل الميلاد، امتدت الإمبراطورية النوبية تقريباً من وادي حلفا في الشمال إلى مروي في الجنوب. استمرت السلالة النوبية، المتمركزة في نبتة عاصمتها الأولى، في الازدهار عسكرياً واقتصادياً طوال القرن التاسع قبل الميلاد. حوالى العام 730 قبل الميلاد، غزا ملك النوبة بيي، مصر مسيطراً على وادي النيل بأكمله. أصبح بيي أول إمبراطور من الأسرة الخامسة والعشرين لمصر (حوالى 770- 656 قبل الميلاد)، سلالة "الفراعنة الأفارقة".
توفي بيي عام 715 قبل الميلاد بعد حكم دام خمسة وثلاثين عاماً.
 
على الرغم من عودته إلى النوبة بعد احتلاله مصر، إلا أنه أمر أن يُدفن على الطريقة المصرية، وهو طلب يحترمه رعاياه. دفن بيي في هرم، وهو أول فرعون يُدفن بهذه الطريقة منذ 500 عام. استمرت الأسرة الخامسة والعشرون ستة وخمسين عاماً أخرى وانتهت هيمنتها في حالة اضطراب عندما غزا الآشوريون مصر.
بعد الهزيمة، تراجع النوبيون إلى نبتة فقط ليتم دفعهم إلى الجنوب في أوائل القرن السادس قبل الميلاد.
 
اتخذ الكوشيون مروي عاصمتهم الجديدة. والأراضي المحيطة بمروي لم تكن فقط على مفترق استراتيجي لطرق التجارة البرية الأفريقية وطريق القوافل من البحر الأحمر، ولكنها كانت أيضاً خصبة وغنية بالموارد الطبيعية ومنها مناجم الحديد والذهب التي تغذي تطوير صناعة المعادن، وصاغة الذهب على وجه الخصوص.

Twitter:@rosettefadel

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 11/1/2025 8:19:00 AM
من هي الدول المشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير؟ 
سياسة 11/1/2025 3:32:00 PM
برّاك: "آلاف الصواريخ المنتشرة في جنوب لبنان ما زالت تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل"...
ثقافة 11/1/2025 8:45:00 PM
بصمة لبنانية في مصر تمثّلت بتصميم طارق عتريسي للهوية البصرية للمتحف المصري الكبير.
اقتصاد وأعمال 10/31/2025 9:15:00 AM
جدول جديد لأسعار المحروقات