صرح عربي ثقافي وعلمي يستحق كل الثناء

باسم سرحان*    هذا الصرح الذي أسسه ويديره بقدرات ثقافية وفكرية متميزة الدكتور عزمي بشارة، هو المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا التابع له، والذي وفرت له القيادة السياسية في قطر امكانات مادية وموارد مالية غير محدودة. وقد ساعد تضافر الامكانات المادية والمالية مع القدرة الفكرية والثقافية الرفيعة لرائد المشروع على تأسيس وتطوير مشروعا ثقافيا وعلميا راقيا يخدم الشباب العربي لعقود قادمة. فمن المعروف أن المال وحده غير قادر على بناء وتفعيل وانجاح مشروع كهذا، كما إن المثقف المتميز بمفرده وبدون توافر امكانات مادية ومالية تدعمه لن يتجاوز انتاجه الفردي الخاص. فقد سبق أن رصدت أموال طائلة على مشاريع ثقافية وعلمية في عدد من الدول العربية لكنها لم ترق الى ما توصل إليه هذا المشروع الرائد خلال عقد واحد من الزمن. ويكمن الفرق في قائد المشروع وفي قدراته الفكرية وبعد نظره وطاقته الانتاجية في مجال العمل ومتابعة الإنجاز. ويتمثل جوهر نجاح هذا المشروع الحضاري في تمكنه من تحريك الركود الأكاديمي والثقافي العربي بوجه عام وفي تحفيز المثقفين والأكاديميين العرب من المحيط إلى الخليج، مع فتح الباب على مصراعيه أمام كافة المدارس والتيارات الفكرية والثقافية، علاوة على تعهد عملية ترجمة واسعة النطاق تنقل الفكر العالمي الفلسفي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي إلى اللغة العربية وتضعه في متناول الشباب العربي بتكلفة زهيدة نسبيا، ومجانا على الشبكة العالمية (الانترنت). ومشروع الترجمة العربي هو ما كنت أنادي به في ثماننيات القرن العشرين من على أكثر من منبر ثقافي وعلمي عربي. يضاف إلى هذا الإنجاز تحريك وتشجيع حركة البحث العلمي في كافة أرجاء الوطن العربي عبر إصدار عدد متنوع من الدوريات العلمية المحكمة، وعقد المؤتمرات العلمية التخصصية المتنوعة،...