انهيار متمادٍ وهبوط أخلاقي

موريس نهرا*يترافق استمرار الأزمات وتمادي الانهيار والتعطيل مع تراجعٍ نافرٍ في القيم الأخلاقية والإنسانية التي تبلورت على مرّ التاريخ في نتاج المفكّرين الكبار وفي دعوة الأديان السماوية. وإنّ مدى تجسيد هذه القيم في السلوك والعلاقات بين الناس، يكشف مدى ارتباط القيم الأخلاقية والإنسانية بالمراحل والنظم الاجتماعية التي تتحدّد فيها شروط معيشة الناس الاجتماعية. فالأخلاق لا تنفصل عن الظروف المذكورة، وبالتالي عن السياسة وكيفية ممارستها. وما تشهده اليوم من هبوطٍ في لغة السجال بين الزعامات والأطراف السياسية والتخاطب الغريب وغير المألوف، لا ينفصل عن التردّي المروّع في الوضع العام. أليس انتشار الفساد وسرقة المال العام وودائع الناس مظهراً مناهضاً للأخلاق والقيم؟ أليس إفقار الناس وإذلالهم في عيشهم، ودفعهم إلى هجرةِ أهلهم ووطنهم في مراكب الموت والانتحار دليلاً قاطعاً على غياب الأخلاق والحسّ الإنساني والاجتماعي لدى الأوساط المسؤولة، التي راكمت ثروات كبيرة على حساب مصالح الناس وحقوقهم؟ أليس الخداع والتحايل من أطراف سلطوية...