الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنان الحديث صنعه التقليد وفجّره الطغيان

المصدر: "النهار"
Bookmark
متظاهرون مجتمعون بالقرب من الشارع المؤدّي إلى مجلس النواب (تعبيرية - أ ف ب).
متظاهرون مجتمعون بالقرب من الشارع المؤدّي إلى مجلس النواب (تعبيرية - أ ف ب).
A+ A-
زاهي جبرائيل  أذكر أني قرأت في مكانٍ ما التالي: حين قامت في لبنان في القرن الماضي حركة انقلابية وفشلت واعتُقل منفّذوها وحوكموا، وأثناء المحاكمة سأل القاضي أحد الضباط المشاركين: كان دورك في الانقلاب أن تدهم مركزاً عسكرياً قيادياً وتقتل كافة القادة الموجودين، وبالفعل قد دهمت هذا المركز واعتقلت الضباط لكنك لم تقتلهم، وربما هذا كان أحد أسباب فشل محاولتكم. أسألك لماذا لم تقتلهم؟ فأجاب الضابط الانقلابي: لم أستطع قتلهم، رأيت في عيونهم عائلاتهم وأولادهم وكيف كنا نأكل معاً ونزور بعضنا، نتشارك أفراحنا وأحزاننا، رأيت كل هذا فما استطعت قتلهم. لنترجم ما قاله هذا الضابط الانقلابي: تغلّب لديه شعور التقليد اللبناني على الولاء السياسي. هذا هو التقليد الذي بنى لبنان الحديث لحين بداية الحرب الأهلية. هذا التقليد الذي جعل آباءنا يورثوننا كل ما لديهم من خيرات لا يتركون شيئاً لآخرتهم، هذا التقليد الذي جعلنا لا نرسل آباءنا في شيخوختهم الى دور العجزة بل نخدمهم في المنزل بأيادينا وحناننا، هذا التقليد الذي كان رابط الوصل بين الأجيال عندنا، هذا التقليد هو الذي بنى المجتمع اللبناني وليس وجود دولة ما كانت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم