الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لا حلّ إلا بموت "الآلهة" التي خلقها اللبنانيون على مثالهم

المصدر: النهار
Bookmark
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
رؤوف قبيسي  منذ استقلاله الموهوم في العام 1943، ولبنان يمارس خلطة عجيبة غريبة بين الدين والسياسة، نهج في الحكم قام على النفاق والمساومات والتسويات بين أهل الحكم، ولم يكن للشعب فيه اليد العليا في رسم السياسات وتقرير المصير. نهج كبّد البلد أثماناً فادحة، وعرّضه لكوارث ما عاد يقوى على احتمالها، فإذا الزمن يكشف له أن رجال الدين لم ينفعوه، ولا هو انتفع من رجال السياسة، وكانت فاجعة المرفأ في الرابع من آب 2020، كارثة جديدة من سلسلة كوارث كبيرة واجهها البلد الصغير، من غير أن يواجه أحد من المسؤولين عنها حكم القضاء! كل الذي حدث على أرض لبنان منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي سمّوه "يوم الاستقلال"، يؤكد حقيقة ساطعة كنور الشمس، ان هذه الخلطة التي طالما أسبغ عليها رجال الدين وأهل الحكم الواناً مختلفة من التلطيف، ووصفوها بانها "صيغة فريدة" في الحكم، يفاخر بها "بلد العائلات الروحية" أمام دول الشرق والغرب، ويقارع بها إسرائيل، ويقدمها هدية للعالم، لم تكن ذلك الدواء الذي يشفي الأجسام من العلل والأوجاع، بل أشبه بفيروس قاتل، يفتك بجسد الوطن رويداَ رويدأ، ويعرّضه لكل الوان المخاطر. لم يقوَ "بلد العائلات الروحية" بصيغته الفريدة تلك أن يحمي حتى نفسه، فضلاً عن أن يقارع بها إسرائيل، وها هي الدولة العبرية راسخة وفي أوج مجدها وسؤددها، وها هي صحارى "البدو" قد غدت كالجنائن المعلقة، فيما لبنان جائع وجريح وفي أبشع عهوده، يناشد القريب والبعيد أن يخففوا عنه جراحه، ويقف مثل لاجىء مستغيث أمام أبواب المؤسسات المالية العالمية يناشدها أن تساعده على النهوض من كبواته. قد تنسى النفس اللبنانية الحرة صفحات كثيرة من كتاب الآلام، لكنها يجب أن لا تنسى فاجعة المرفأ، وصوت تلك السيدة اللبنانية، تتوسل إلى الرئيس الفرنسي في بيروت أن يأخذها وبنيها إلى فرنسا، أو يعيد جنود بلاده ليحكموا لبنان! أمام هذه الفاجعة الشبيهة بالتراجيديا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم