الغاز مقابل السلام

الدكتور رامي عودهمن جديد تتحرّك الديبلوماسية الأميركية وتدور محرِّكات مبعوثيها الخاصّين، لكنها محرِّكات تعمل على الغاز هذه المرة. أمّا الوجهة فهي بيروت وتل أبيب حيث التشبيك الغازي مع منصات السياسة في الإقليم أصبح خريطة طريق تتقاطع مع اتفاقات أبراهام، وتتعرّج عبر خطوط هوڤ وخطَّي ٢٣ و ٢٩، واللغز الديبلوماسي كما شيفرته يقبعان في حقائب الديبلوماسية الأميركية: إنها عملية السلام من جديد! ليست مقولات الأرض مقابل السلام، ولا السلام مقابل السلام، ما يحمله العقل الباطني السياسي الأميركي لجولاته المكوكية التي لن تكون قصيرة قياساً على قصر النظر السياسي لدى الدولة العميقة في لبنان، التي تم إنضاج ضعفها البنيوي و تهشيم كيانها الاقتصادي في إطار إنتاج الطبخة التطبيعية على نار غاز هادئة لا تنقصها مهارة لدى الطبّاخ الأميركي، ولا نقص في اللياقة اللبنانية في حسن الضيافة لكل مبعوثي السلام منذ فيليب حبيب حتى آموس هوكشتاين. إنه الغاز والنفط...