الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

خسرنا جورج ضومط

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
بطرس لبكيفي هذه الأيام التي تتالا فيها خسائرنا المادية وخاصة البشرية، تأتينا خسارة جورج ضومط الشخصية الفذة والمتواضعة في آن : المناضل الشجاع والاقتصادي والإداري الاستثنائي الذي لا يحب البروز. لذلك فلم يكن شخصية معروفة الا في الحلقات المحيطة به مهنياً وعائلياً واجتماعياً وسياسياً. فتوجب علينا التعريف عنه بمناسبة وفاته في 17 حزيران 2022 ليأخذ الرجل حقه في ذاكرة الوطن والمجتمع.من مواليد بلدة "مزرعة يشوع" (المتن) عام 1942 ابن مغترب لبناني في السنغال، عاش في المهجر فترة دراسته الجامعية الأولى حيث نال إجازة في العلوم الفيزيائية من جامعة "داكار"، وشارك في الحركة الطالبية هناك مع الطلاب الوطنيين في السنغال وسائر الدول الافريقية. وعمل في دعم القضايا العربية هناك وبخاصة قضية فلسطين التي عاد اشتعالها منذ عام 1967.عاد جورج ضومط الى لبنان وعمل في مصرف لبنان مع متابعة دراسة العلوم الاقتصادية في جامعة الروح القديس يوسف في بيروت. وقد شارك عام 1968 بتأسيس "حركة الوعي" في مؤتمر ميفوق وفي قيادة النضال الطلابي النقابي في الجامعة اللبنانية ثم النضال الوطني، وكان في هذه المجالات كما في كل حياته انساناً شجاعاً، ذو ثقافة منفتحة على الغرب دون الخروج من جذوره العربية المشرقية.شارك في النضالات الطلابية والوطنية في النصف الأول من السبعينات في الإطار الجامعي، وكان حريصاً على الدفاع عن الحريات والحقوق الاجتماعية والثقافية والسياسية، كما كان شديد الحرص على السيادة الوطنية في اطار التضامن العربي خدمة للقضايا المشتركة وعلى راسها قضية شعب فلسطين.من الناحية المهنية، عمل بكفآة ونزاهة في مصرف لبنان مما اهله الدخول الى لجنة الرقابة على المصارف في منتصف السبعينات. وكانت هذه اللجنة منطلقة منذ سنوات لارشاد القطاع المصرفي ومراقبته خاصة بعد ازمتي انترا وحرب حزيران 1967وتداعياتهما.في السنوات الأولى من حرب 1975-1990 اقترن بزميلته في مصرف لبنان سوزان زيادة عواد المجازة بالرياضيات والاحصاء وانجب منها ثلاثة أولاد : مارك وجاد ومروان الذين تابعوا دراستهم الجامعية في مجالات إدارة الاعمال والعلوم المالية والمعلوماتية. وقد كان حائزا على تقدير رؤسائه في لجنة الرقابة وفي مصرف لبنان. فأرسل بمهمات عديدة الى الخارج وخاصة الى فرنسا للاطلاع على آخر مستجدات أنظمة المصارف التجارية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم