أميركا على طريق الغروب

عماد جودية قبل ان يستهجن بعض القرّاء العنوان، سواء كانوا مواطنين عاديين أم ديبلوماسيين أم سياسيين أم مراقبين داخل لبنان وخارجه، نتمنى عليهم قراءة المقال ومن ثم الحكم على عنوانه. ما جرى يوم الاربعاء (6 كانون الثاني 2021) في واشنطن من اقتحام عدد كبير من أنصار ترامب التابعين لجماعة ( Proud Boys الاولاد الفخورين) الداعشية الاميركية المسيحية - العنصرية المتطرفة باحة ومبنى الكونغرس المعروف عالميا بمبنى الكابيتول؛ وعطًلوا لساعات جلسة المصادقة المشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب على فوز بايدن، لم يكن حدثا عاديا في بلد كان حتى الامس القريب يعتبر "قبلة" الديموقراطية في العالم وشمسها وقمرها.  ان هذا الحدث الميداني كان يمكن النظر اليه كحدث عادي وطبيعي لو أنه حصل في اي بلد من بلدان العالم الثالث؛ او أي دولة من دول اميركا اللاتينية او اوروبا الشرقية. اما وانه وقع في قلب العاصمة الأقوى والأعظم والأهم على المسرحين الدولي والعالمي في التاريخ الحديث، فان ذلك يدفعنا للتساؤل انطلاقا من عنوان مقالنا: هل بات العالم أمام نهاية هذا التاريخ؟ أم أمام نهاية الديموقراطية؟ أم أمام نهاية أميركا الدولة العظمى والأقوى في العالم وعودتها لتتساوى مع الدول الخمس الكبرى الأخرى حجما وقوة ونفوذا؟ الجواب عن التساؤلات الثلاثة يمكن اختصاره بالآتي: ان ما دفعنا لكتابة هذا العنوان هو أن اميركا وضعت نفسها على طريق الغروب بإرادتها وليس بإرادة طرف خارجي، سواء كان عدوا أم خصما أم صديقا وحليفا. وإزاء ذلك ستجد نفسها لاحقا أمام أي دولة في العالم قادرة على التطاول عليها والقول لها "لا" ومخاطبتها بالندية. وهذا الوضع يتحمله أركان الدولة العميقة والقيادات الرسمية...