"موثقون بالذلّ"

القس سهيل سعود عندما أراد المرنّم أن يصف حالة الشعب البائس الذي يعيش وسط انتشار الفساد والظلم والكذب والباطل، وصف حالتهم بقوله "موثقين بالذلّ" (مزمور107: 10). شبّه الذلّ، بالوثق والقيود والسلاسل التي تقيّد حرية الناس وتمنعهم من التميّز والتفوّق والخلاّقية لتسجنهم في وضع نفسي واجتماعي صعب. استخدم النبي أيوب التعبير نفسه، عندما قال عن الشعب البائس إنهم "أخذوا في حبالة الذلّ" (أيوب 36: 8). في المزمور الثامن والثمانين، وصف المرنّم تأثير الذلّ على جسده وعينيه، فقال: "عيناي ذابتا من الذلّ". فالذلّ  يسبّب التعب الجسدي. شعر أن عينيه تذوبان من الذلّ والبكاء. لهذا صلّى الى الله قائلا: "عيناي ذابتا من الذلّ. دعوتك يا رب كل يوم. بسطت اليك يدي" (مزمور 88: 9). عزا النبي زكريا حالة الذلّ التي وصل اليها شعبه، الى غياب راع وحاكم للشعب، كيما يهتم بأحوالهم ويخرجهم من تلك الحالة المهينة والمسيئة والمحبطة، فقال: "ذلّوا، إذ ليس راع" (زكريا 10: 2). يعني الذلّ، الشعور بالاحتقار وعدم الاحترام من قِبل الآخرين. يعني الذلّ الشعور بعدم القيمة الشخصية، وعدم الفرادة...