الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

قبسٌ من شهاب وطني ... لعلّ العميان يُبصرون!

المصدر: النهار
Bookmark
قبسٌ من شهاب وطني ... لعلّ العميان يُبصرون!
قبسٌ من شهاب وطني ... لعلّ العميان يُبصرون!
A+ A-
 المحامي حسن مطر إن تجارب القادة العظام في التاريخ تصبح إرثاً غنياً لشعوبهم ودولهم، ومنارةً يستهدون بها. ولأن العظام نادرون في العادة، ولايتكررون سوى في مراحل زمنية متباعدة، رأيتني أفتّش في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ به وطني عن قبس من ضوء وسط هذا النفق السياسي الممتدّ حتى لو أتاني من الماضي. فلعل الذين عميت أبصارهم وقلوبهم عن الحاضر والمستقبل، يستطيعون أن يبصروا شيئاً من صوَر ماضٍ لا تزال ناصعةً في ألبوم الذاكرة الوطنية. هذه الغاية النبيلة قادتني إلى الرئيس فؤاد شهاب بفضل سيرته ومسيرته في قيادة لبنان علّنا نستفيد من دروسها في هذه المرحلة الخطيرة.  من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية جاء فؤاد شهاب. كان متواضعاً، خجولاً، عفوياً في حديثه وسلوكه. لا يميل إلى التعامل مع السياسيين أو الركون إلى ألاعيبهم ومناوراتهم الرخيصة. رفض الرئاسة في العام 1952 بعد إزاحة بشارة الخوري رغم الالتفاف الشعبي حوله. لكن بعد حكم كميل شمعون وتدخّل مصر عبد الناصر الإيجابي في ثورة 1958 وموافقة الولايات المتحدة التي شعرت بالهزيمة آنذاك في لبنان على التسوية، قبل الرئيس شهاب مهمّة الرئاسة التي لم يرَ فيها يوما إلا وظيفةً لخدمة وطنه، فلم يتوانَ عن تقديم استقالته منها بعد سنتين من انتخابه عام 1960؛ فاهتزت مشاعر اللبنانيين وطالبوه بالرجوع عنها. كان الرئيس شهاب من نوع الرجال الذين للكرامة عندهم معنى أكبر من نشوة السلطة. كان يتألم كثيراً ممن يشكك في وطنيته وإخلاصه لوطنه وحرصه على الوحدة الوطنية. ورغم الصلاحيات الواسعة التي كانت له طبقاً لدستور ما قبل الطائف، لم يؤلف الحكومات وفقاً لمزاجه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم