أيّها السياسيون... ارفعوا أيديكم عن القضاء

البروفسور أمين عاطف صليبا بلسان كل اللبنانيين المؤمنين بلبنان نقول حذارِ المزيد من التشكيك في دور القضاء. قناعتي هذه كوّنتها بعد تجربتي الطويلة في قوى الأمن الداخلي، حيث استخلصت قاعدة أساسية تقوم عليها الدولة الفاعلة، خلافاً لِما نقوم بتدريسه لطلاب الحقوق في هذا المجال، وخلاصتها ان الدول تقوم على ثلاث ركائز هي الاقتصاد والأمن والقضاء. الاقتصاد في لبنان يترنح كي لا نقول سقط في قعر المجهول، والحال التي يعيشها لبنان تؤكد ان الاقتصاد لن يعود الى ما كان عليه، وعلى اللبنانيين ان يتعايشوا مع هذا الواقع المُزري الذي وصلنا اليه بفعل أهل السياسة الذين تسلّموا البلد منذ ثلاثة عقود ونيف! أما الأمن فيمكن تطبيق المقولة الشعبية عليه وهي: "لا تهزني واقف على شوار"، وبكل موضوعية أقول لو لم يكن الإستقرار الداخلي يخدم  المصالح الاقليمية والدولية قبل مصلحتنا اللبنانية لاهتزَّ الأمن من زمان، ودخلنا في المجهول من الناحية الأمنية! يبقى القضاء، هذه الركيزة التي من دونها لا ديمومة للدول، كون العدل أساس الملك، ومن دون عدل لا ملك ولا مَن يحزنون. هل لبنان في خطر محدق؟ بصراحة نعم! بالرغم من القلة القليلة التي ما زالت تتمسك بإيمانها بأن لبنان سينهض، ربما لأن عقلنا الباطني يؤمن بميثولوجية "طائر الفينيق" المنبعث من الرماد كلما أُحرِق!...