الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الثورة... الميثاق... الميثاقيّة

المصدر: "النهار"
Bookmark
إضاءة الشعلة في مكان استشهاد الرئيس الحريري (حسن عسل).
إضاءة الشعلة في مكان استشهاد الرئيس الحريري (حسن عسل).
A+ A-
بول ناصيف عكاري  النظام السياسي اللبناني الذي تكرّس في اتفاق الطائف قائم على دستور مكتوب و"ميثاق وطني" عرفيّ غير مكتوب. حدّد الأول أطر الحكم وأسسه ومبادئه، وحُدّدت في الثاني الأعراف والصيغة العمليّة لتطبيق الدستور. كرّس الميثاق صيغة طائفيّة لتقاسم السلطة، بين "جناحي الوطن" من مسلمين ومسيحيّين، على قدم المساواة، بما يعني ذلك من مشاركة في الحكم والقرار. كما أكّد الميثاق على أن يتخلى المسيحيّون عن أية مطالب بحماية أجنبية، ويرتضي المسلمون بالكيان اللبنانيّ بحدوده الحاضرة كياناً سيداً حرّاً مستقلاً، تنبع سياسات دولته وقراراتها من مصالح شعبه العليا. كما أصرّ على النأي عن الدخول في سياسات المحاور التي يمكن أن تتجاذب الأقطار العربيّة في ما بينها (من كتاب باسم الجسر، ميثاق 1943). هو تعاهد وميثاق شرف (وهل بقي من شرف) بين المسيحيّين والمسلمين على استقلال لبنان استقلالاً كاملاً، وعلى بناء وطن سيّد حرّ يكون لجميع أبنائه على التساوي، ويكون أخاً للعرب، ونافذتهم إلى الحضارة الغربيّة. هو لبنان الذي "لا يُحارِب ولا يُحارَب"، ونضيف عليها "ولا يَتَحارَب أبناؤه في ما بينهم". وهو تعاقد جناحيه على أن يحولا دون أي سبب من أسباب إثارة النعرة الطائفيّة والتقاتل والتدمير.تجدر الإشارة إلى أنّ الكيان الصهيوني لم يكن قد استُنبط آنذاك، مع الأخذ في الاعتبار أنّ الآباء المؤسّسين قد وعوا المصائب المتأتية من سلوكيات الحركة الصهيونيّة وأفعالها في فلسطين. الميثاق لم يولد من العدم، بل من الإيمان بلبنان، بخصوصيته، بمزاياه، بتراثه، بتقاليد شعبه، وبتكوين مجتمعه، والأهمّ بحرّيته وبالكرامة الإنسانيّة. لكن شتّان بين النيّة السليمة والمبدأ والتطبيق الفعليّ! الميثاق واضح وصريح ويُعدّ من أهم الصيغ الممكنة وأفضلها للبنان إن طبّقت بنيّة سليمة ووطنية قادرة على أخذ الوطن إلى أعلى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم