الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الموارنة... والدّولة الجديدة

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
بول ناصيف عكاريأحوال البلاد تؤكّد، بما لا لبس فيه، نظريّة إبن خلدون بأنّ عمر الدّولة هو مئة عام. لبنان الكبير على مشارف النّهاية، ونشهد على آخر فصوله. لا بدّ أنّ دولة جديدة ستولد قريبًا. هل للموارنة المنكوبين أيّ دور رياديّ وفعّال، كعادتهم، في استنباط الدّولة المرجوّة؟ الموارنة عاصروا دولتين في القرنين الماضيين. الأولى، امتدّت من أيّام إبراهيم باشا حتى سقوط الدّولة العثمانيّة، والّتي اتسمت بمجازر دمويّة بحقّهم، ترقى إلى مستوى الجرائم ضدّ الإنسانيّة، بتغطية ومساهمة فعّالة من الأتراك ومن والي دمشق تحديدًا. سياسيّا، تمخّضت تلك الأحداث عن إقامة نظام المتصرفيّة حيث نعم اللبنانيّون بنوع من الاستقرار وهناء العيش. الطامّة أنّ الدّولة انتهت بإبادة إنسانيّة لمجتمع بكامله من خلال جريمتين موصوفتين ضدّ الإنسانيّة؛ مجاعة ظالمة تسبّب بها، عن سابق تصوّر وتصميم، حقد العثمانيّين وتعصّبهم الدينيّ، وساهم بها الأوروبيّون، إلى حدّ ما، بحصارهم البحريّ. هذه الدولة الطورانيّة الإرهابيّة المتعصّبة أمعنت في تعذيب وظلم وتجويع وترويع أهالي جبل لبنان الموارنة، حيث تمكّنت من إفناء ثلثهم. بالتّزامن، تمكّن الأتراك من سرقة أموال أهالي الجبل وجنى عمرهم، بالتّكافل والتّضامن مع المرابين والصّرّافين والفاسدين، والمحتكرين من تجّار المدن الأساسيّة. تمكّنوا من الأهالي من خلال قانون "الموراتوريوم"، والمساهمة في انهيار قيمة العملة الورقيّة للدّولة العثمانيّة، التي فقدت نحو تسعين في المئة من قيمتها خلال سنتين. استُبدلت، بالقوّة والتعسّف والتّرهيب، مدّخرات أهالي الجبل من ذهب ومعادن بتلك العملة البالية، مترافقة مع قيام سوق سوداء للمتاجرة بالنّقد. ناهيك عن الجند الألمانيّ، الذي ساهم في ارتفاع أسعار الموادّ الغذائيّة وفقدانها من الأسواق. انتهت المتصرّفية وزالت السّلطنة! الأهمّ من كلّ ذلك، لولا وقوف الكنيسة ورهبانها مع شعبهم لكان الموارنة في خبر كان...الثّانية، بدأت مع الانتداب الفرنسيّ وقيام "دولة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم