الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

انتقام الدونيّين (La Vengeance Des Médiocres)

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
المحامي فؤاد ميلان عبيد(كلمة "دونيّون" هنا ليست في معرض الإهانة أو الذمّ، بل في معرض بحث أنتروبولوجي، فلم نجد في اللغة العربية ما يحمل المعنى الكامل لكلمة ميديوكر الفرنسية).قال الشاعر أبو البقاء الرندي أبياتاً وهو يرثي سقوط الأندلس، تصلح لأن تكون وصفاً دقيقاً لأحوالنا اليوم، وربما، نذيراً عن مصير من لا يعرف قراءة التاريخ، أو من قرأ التاريخ فقط من زاوية المستأثر الذي لا يعلم كيفيّة بناء دولة، وإن علم، فهو لا يريدها:"لكل شيء إذا ما تمّ نقصان فلا يغرّ بطيب العيش إنسانُهي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ من سَرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُوهذه الدارُ لا تبقي على أحدٍ ولا يدومُ على حال لها شانُ..."كيف وصل الأمر باللبنانيين ليفقدوا منطقهم والذكاء، رجالاً ونساءً ومؤسسات، ويفضّلوا تمجيد صغائرهم وصغائر زعمائهم؟عندما يجلسون في ما بينهم ويتحدثون في شؤونهم وأوضاعهم أو يفكّرون في ما بين أنفسهم، هل يعتبرون فعلاً أن البشر الذين أعادوهم إلى مراكز السلطة، هم أفضل ما لديهم أن يقدّموه للحضارة والإنسان!؟يرى وِل ديورانت في مؤلّفه "قصّة الحضارة" أن من العوامل التي لو انعدم أحدها لجاز للمدنيّة، أي للحضارة، أن يتقوّض أساسها؛ أولاً، الانحلال العقلي أو الخلقي، ومن ثمّ، ضعف الزعامة بسبب عقم يصيب الأكفاء.ابتُلي لبنان واللبنانيون منذ مدّة ليست بقليلة بهذين العاملين معاً فانتقلنا من بلدٍ اشتهر بأنتلجنسيا نادرة، إلى بلدٍ أصيبت نخبه بعقم مقلق وسبات عميق، فاستفاد من ذلك ذوو العقول غير المكتملة، فكان انتقام الدّونيّين. خلّفوا تجمّعاتٍ سمّوها تيارات سياسيّة ظناً منهم أنهم بذلك يشبَّهون بكبار لبنان، أبعدوا أصحاب العقول النيّرة والخيّرة والوطنيّة، وتزلّفوا للدّونيين الخائفين أو...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم