السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

رفيق الحريري جمع تلاوين لبنان

المصدر: النهار
رفيق الحريري جمع تلاوين لبنان
رفيق الحريري جمع تلاوين لبنان
A+ A-
 
عباس عيسى   
 
بأكثر من طن من المتفجرات قُتِل الرئيس رفيق الحريري، وقبله وبعده قتلت رجالات من كل الطوائف، بأسلوب إجرامي كأن تضع هذا الكمّ من المواد القاتلة لإلغاء جسد أو فكرة أو مشروع، أصعب وأقسى حوار هو الحوار بالنار... انظروا معي كم استهلك هذا الوطن من القيادات، من الناس الطيبين الذين التهمتهم ألسنة النيران وحطام الأبنية المتداعية...
 
حتى بتنا جميعا ورثة دم!
 
لبنان قاسٍ بهذا المعنى، أندرك ذلك لنعيد اليه طراوته؟
 
الرئيس رفيق الحريري من رجالات لبنان الكبار، دخل في وجدان طائفته ووطنه، قاد مشروعاً انقاذياً لإعمار بيروت ولبنان، وربما نظريته الاقتصادية والإتكاء على الديون في دولة لا أفق لها أضرّ باستقرار لبنان الاقتصادي.
 
يجتهد البعض في هذه المقاربة. أنا شخصيا لا أشك بإخلاص هذا الرجل وحيويته وأنه من بيوت الفقراء الذين أحس بهم واحتضنهم يوم رزقه الله ما حُرِم منه يوما، وأنه كان نكهة في الحياة السياسية وعلى مسافة قريبة وحب أكبر من الرئيس نبيه بري، لاطفه وحيّاه في المجلس قبل دقائق من رحيله.
 
رفيق الحريري الذي بقوة علاقاته شرّع المقاومة دوليا من خلال “تفاهم  نيسان” ولعب دور وزير خارجية لبنان وسوريا في مفاوضات مدريد وغيرها. ولا يحتاج الى كتب "من يعمل يخطىء"، فكيف اذا عمل بالسياسة؟
 
الشهيد الحريري طيب وودود. وأسمح لنفسي بأن أتحدث عن مسألة شخصية: حين ارسلتنا مؤسسة الحريري عام 1986 الى فرنسا كبعثة تربوية حازت منحاً من مؤسسته، بقيت خمسة اشهر فقط وعدت ولم أكمل الدراسة. ليس هذا هو المهم، بل الأهم: أننا كنا طلابا نشبه لبنان بتلاوينه المختلفة. نزلنا في ضواحي مدينة نيس الراقية، كل وسائل الراحة موجودة. كنا عائلة من بيروت والجبل، من الجنوب والبقاع الى عندقت وعكار وطرابلس، أحببنا بعضنا وعرفنا لبنان أكثر. وعندما عدنا الى لبنان لم تطلب منا المؤسسة أي التزام سياسي أو ربط خدماتها بأي اعتبارات سياسية.
 
هذه انطباعاتي وأنا ما زلت اتذكر كتلة اللهيب والـ “سيفور” الحارق الذي اجتاح موكب الحريري، وأقول: ما زال هذا اللهيب في جسد الوطن يتمظهر بأشكال مختلفة، وينتظر إرادة مخلصة لإطفاء لهيبه، وأن نزرع الورود بدل البارود .فهل يكون ذلك لنرتاح من كابوس الدماء؟
رحمك الله أبا بهاء.
 
(صحافي)   
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم