السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

التعليم في زمن التعقيم!

المصدر: "النهار"
Bookmark
صفوف فارغة (أرشيف النّهار).
صفوف فارغة (أرشيف النّهار).
A+ A-
الدكتور محمّد ماجد* لا تعطِ الفقير سمكة، ولكن أعطِه صنّارة صيد (مثلٌ صينيّ)يصحّ في لبنان توصيف واحد: اللامسؤوليّة الّتي أفضت إلى الفوضى. التربية من القطاعات الأكثر وضوحًا في إبراز الرداءة الّتي نحن عليها. وما جائحة كورونا وغيرها، والانهيار الماليّ، سوى كاشف عن فظاعة الحال وليست سببًا له.انطلقت الدّولة الجديدة بعد الطائف ومعها فيروسات شتّى، وحافظت في جسمها على الأوبئة الّتي عاشت فيها زمن الحرب، كالتعصّب والنفعيّة الّتي يؤمّنها الارتهان للمخلّصين الأخيار! ولذلك جرى التعامل مع التربية كما سائر المرافق، من دون أدنى مسؤوليّة في عدّ هذا القطاع ضامنًا وحيدًا لمستقبل أجيال قد تتمكّن من بناء وطن قابل للحياة والازدهار. فكان قطاع التربية مساحة للتنافس الطائفيّ، والزعامات الآنيّة، والتنفيعات الرّخيصة...ولذلك حصدنا تربية ليست مترهّلة فحسب، بل مريضة شوهاء، وتسلّمها جهاز بشريّ - في الغالب الأعمّ - يحتاج هو نفسه إلى تربية إنسانيّة قبل التخصّص والرؤية والتجارب المنتجة... وخلال ثلاثين عامًا تضخّم هذا الجهاز كمًّا ومعه اللامسؤوليّة، ولم يُنتج سوى فوضى وارتجال آنيّ أفضى إلى ما نراه، ورأيناه من تخبّط في أثناء الجائحة والانهيار.أقفلت المدارس والجامعات، وأصدر المعنيّون توصيات عشوائيّة لمحاولة تعويض التعليم الحضوريّ، فمرّة طلبوا اعتماد وسائل التواصل الاجتماعيّ وتارة لجأوا إلى الإعلام المرئيّ، وأخرى تحدّثوا عن تعليم عن بُعد، ولعلّ كثيرًا من أصحاب هذه التوصيات لا يعرفون كنه ما يطلبون، وهم في أحسن الأحوال لا يعرفون الفرق بين هذه الوسائل، ومدى صلاحيّة كلّ منها، وما تحقّقه من أهداف التعليم. فسادت الفوضى وعدم الجدوى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم