الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الثورة... الارتياب... وأكثر

المصدر: "النهار"
بول ناصيف عكاري
Bookmark
من اعتصام "اتحاد ساحات الثورة" لمطالبة بتغيير السلطة (نبيل إسماعيل).
من اعتصام "اتحاد ساحات الثورة" لمطالبة بتغيير السلطة (نبيل إسماعيل).
A+ A-
بعد بضع سنوات من حاضرنا، يجتمع أعضاء الحزب الممانع المهزوم مع القلة المتبقية من أزلامه الأوفياء في جلسة مراجعة ذاتية شاملة للدرك السفلي الذي وصلوا إليه. خلاصتها أنّه من "لو كنت أعلم" إلى "لو وقفت إلى جانب أخي في المواطنة والإنسانيّة لما حصل كلّ هذا الخراب"! هذا النقد الذاتي التقليدي الممنهج والمضلل لماضٍ مليء بالخطايا والمحارم والمظالم أصبح نافذة عبور لعذر قبيح للتهرب، وبكل راحة ضمير، من المسؤولية الجرمية والمحاسبة لكلّ من سوّلته نفسه القيام بإجرام كهذا على مر التاريخ من أجل مصالح لا لبنانيّة وذاتيّة. هكذا تمحى، بشحطة قلم، مقتل الآلاف من الأبرياء وتدمير المنازل والمصانع وإفقار المواطنين وتهجيرهم وفقاً لمقولة شيطانية وقحة "عفا الله عما مضى"... والحبل على الجرار... مهلاً! من هو هذا الإله الذي يرتضي العفو عنكم يا كفرة؟ بالتأكيد الله بريء منكم وإلهكم هو إله هذه الأرض...أنتم أبناء الشيطان.العدو اللدود والمهاب لأية منظومة مافيوية هو ذاك القاضي الذي "ما بيعرف أمه ولا بيوه" والذي يستطيع إرادياً بنزاهته وعلمه وجرأته دكّ المرتكبين من أركان المنظومة وأزلامهم وغيرهم في السجون. وهذا هو سبب المواجهة الشرسة الحاصلة مع قاضي التحقيق العدلي في جريمة المرفأ التي تعتبر مجزرة إبادة جماعيّة وجريمة موصوفة ضد الإنسانية. فعند كل استدعاء من قِبل المحقق لدكمة من أعضاء المافيا تبدأ الأبواق بالتشكيك الممنهج بعد فترة من التريث والتحفظ، من ثمّ تتبع الإدانة والتهجّم المباشر لتنتهي بالمطالبة بتنحيته على خلفية "الارتياب المشروع" بحياديته. وما مشروعيّة هذا الارتياب ألا وهي مناورة لاستهداف العدالة والإفلات من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم