... وتبقى نقابة المحامين هي الأمل

 المحامي عباس صفا أمطرت السماء علينا المصائب بغزارة، وراحت كل مصيبة تزاحم الأخرى لتكون قسوتها أقوى وأشد إيلاما، حتى بدا الأمر كأن الله يعاقبنا على جحودنا بنعمه التي أنعم بها علينا ولم نحافظ عليها، وتفريطنا بوطن خصَّنا الله به، ولم نعرف قيمته، فأثبتنا أننا لم نكن نستحقه. ولأن ما ارتكبناه كان فظيعا، فإن العذاب الذي نزل علينا جعل البعض منا يردد: يا مصائب الدهر كُفّي، وإن لم تكُفّي فخفّي، وجعلت بعضنا الآخر يردد: وصرت إذا ما أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال. وكعادتها سلطتنا الغبية، أطلعتنا على مشاريعها لمواجهة تلك المصائب، فتبين لنا أن اهتمامها محصور بشركائها في قتل الوطن وهم التجار وأصحاب المصانع ومافيات الإنتاج الزراعي وموظفو القطاع العام، إضافة إلى من تسميهم الأكثر فقرا، وهي تعلم أن جميع الناس صارت من فئة الفقراء، باستثنائهم واستثناء البعض من صبيانهم. إن دولتنا العليا لا تعتبر نفسها مسؤولة عن أصحاب المهن الحرة، وهم الذين يشكلون الطبقة الوسطى التي تبين أنها أكثر الفئات تضررا، ويأتي في طليعتها المحامون. نحن لا نفشي سرا إذا أعلنا أننا لا نكنّ أي ود لهذه السلطة، فهي لم تكن يوما تعتبر نفسها مسؤولة عنا، ولم...