الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مقارنة بين "بي الكلّ" ووالدة "الأمّة الألمانيّة"

المصدر: "النهار"
Bookmark
     صورة لميركل للفنان ألكوسوفي ألكينت بوزيجو من الحبوب والبذور (أ ف ب).
صورة لميركل للفنان ألكوسوفي ألكينت بوزيجو من الحبوب والبذور (أ ف ب).
A+ A-
عبد الرحمن عبد المولى الصلح  بِئس هذه الأيام حين نقرأ ونسمع، في العهد الحالي أن أسماء الوزراء المسيحيين الذين شاركوا في الحكومة الجديدة هم من حصّة رئيس الجمهوريّة وأن الوزراء الشيعة من حصّة ثنائي "حزب الله" وأمل (رجاء التوقف عن اعتماد التسمية المذهبية بالقول: "الثنائي الشيعي") وأن الوزراء السنّة من حصّة هذا السياسي السنّي او ذاك. سقى الله زمناً حين انعقد مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس الوزراء والوزراء جميعاً، وحين طلب رئيس الجمهورية من رئيس وزرائه تسمية مرشّحيه لملء المراكز من الفئة الاولى من الادارة اللبنانية، استعرض رئيس الوزراء الأسماء بادئاً بميشال، حنّا، جورج، بطرس... فوجئَ برئيس الوزراء وقال: سامي بِك شو خلّيتلّي؟! رئيس الجمهورية المعني هو الرئيس الراحل بشارة الخوري الذي آمن بلبنان الواحد الموحّد وان التطرّف والعزف على اوتار الطائفية والمذهبية ليس من مصلحة أحد وأولهم اللبنانيون المسيحيون وأن قدر لبنان هو من قدر العرب. أما سامي بِك، فهو الرئيس الراحل سامي الصلح. كان يكفي أن يُقال سامي بِك، ليعرف السامع أن المعني والمقصود هو الرئيس سامي الصلح! يومها، لم تكن "البكويّة" تُطلّق على الطائفيين، او المذهبيين او الفاسدين. ولم تكن تُطلَق على الذين كانوا يملؤون جيوبهم بأموال من خارج الحدود، معاذ الله. كانت "البكويّة" صفة الاصيل ابن الاصيل. كانت للأكابر...لا بل للكبار، اولاً في تواضعهم وثانياً في وطنيّتهم وحرصهم على مصلحة البلاد ووحدته ونزاهتهم ونظافة كفّهم. سقى الله ايامك سامي بِك. جلسة مجلس الوزراء تلك عقدت اواخر الاربعينيات من القرن الماضي ايام العهد الاستقلالي. لكن يقيني، ان اللبنانيين لا يترحّمون فقط على تلك الايام الخوالي بل ايضاَ على زمن الانتداب الفرنسي ويقولون بان الفرنسيين لو بقوا عندنا لما وصل الحال بنا إلى ما وصلنا اليه وما شهدنا من مآسٍ في زمن العهد الحالي والذي لُقِّب خطأَ بالعهد القوي! بِئس هذا الزمن حين يترحّم اللبنانيون على زمن الاجانب الذي حكموا بلادنا.وعلى سيرة العهد الحالي فلقد فاجأنا رئيس الجمهورية ميشال عون بتصريح لم يُؤخَذ على محمل الجدّ ليس فقط من قِبَل العقلاء بل أيضاً من قِبَل البسطاء من الناس. قال عون بان السنة الأخيرة من عهده سوف تشهد الاصلاحات الحقيقية! والسؤال هو لماذا لا يُقدِم عليها ليس فقط قبل خمس سنوات بل أقلّه قبل عام ونيِّف بُعَيد انفجار المرفأ 4 آب 2020، ولماذا إذا كان حريصاً على الإصلاحات عرّقل يومها مع حليفه "حزب الله" سعي الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة اخصائيين؟ وعلى سيرة اخصائيين فلقد شهد شاهدٌ من أهله فقال: " فَبدَل حكومة مصغّرة مستقلّة ذات صلاحيات استثنائية، همّها الوحيد لجم التدهور واعادة البلد الى سكة التعافي كما طالب بها شعبنا كل أطيافه، نجد أنفسنا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم