الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الفدراليّة اللبنانيّة المستحيلة: نقاش هادئ وموضوعي

المصدر: النهار
Bookmark
ساحة النجمة في وسط بيروت ("النهار").
ساحة النجمة في وسط بيروت ("النهار").
A+ A-
 رامي الريّس في لحظات الاحتدام الوطني والخواء السياسي التي يمّر بها لبنان في ظروف قاسية وغير مسبوقة، تتزايد المطالبة من قبل مجموعات سياسيّة أو فكريّة بتطبيق الفدراليّة كنظام للحكم كفيل بإخراج لبنان من أزماته المتلاحقة التي تتوالد بصورة يوميّة وتنذر بإقتراب أجل "الارتطام الكبير" وهو مصطلح جديد دخل على الأدبيّات السياسيّة والإعلاميّة اللبنانيّة عقب الانهيارات المتتالية التي تشهدها الساحة المحليّة على المستويات السياسيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والمعيشيّة. ثمّة إشكاليّات علميّة ونظريّة وتطبيقيّة عديدة تتصل بهذا الطرح الذي لا يتلاءم مع طبيعة تكوين المجتمع اللبناني الغارق في الطائفيّة والمذهبيّة.في البداية، لا بد من الاعتراف بحق أي مجموعة سياسيّة أو حزبيّة أو فكريّة أو أكاديميّة أن تطرح فكرة تطبيق الفدراليّة في لبنان، فإذا كان ثمة إجماع (يتعرّض لإهتزازاتٍ خطيرة في المرحلة الراهنة) بأن في لبنان هامش واسع للحريات السياسيّة والإعلاميّة وحرية المعتقد والتفكير وحرية التعبير عن الرأي، فليس من المفيد إطلاق إتهامات التخوين بحق مطلقي هذا الطرح حتى ولو رآه البعض متطرفاً أو مستحيلاً أو جنونياً. وإذا كان رفض منطق التخوين والتسطيح والتسخيف يفترض أن ينطبق على أدبيّات الحياة الوطنيّة والسياسيّة، فهذه الحالة لا تخرج عن هذا الإطار، والمسؤوليّة الأدبيّة والأخلاقيّة تحتّم التعاطي معها على هذا الأساس. لا شك أن ثمة إشكاليّات تاريخيّة تتصل بهذا الطرح الذي قد يعتبر البعض أن إعادة إحياءه ترتبط بحقبة سياسيّة معيّنة كانت فيها الحرب الأهليّة في أوج إشتعالها وضراوتها، وكان لبنان يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي فطرحت من قبل البعض كمخرج معقول، من وجهة نظرها، للإقلاع عن صيغة العيش المشترك، والذهاب نحو ولايات أو دويلات مستقلة ترسم كل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم