الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

شفير الكارثة و Collateral damage

المصدر: "النهار"
Bookmark
قطع طريق عام قصقص (تعبيرية - حسام شبارو).
قطع طريق عام قصقص (تعبيرية - حسام شبارو).
A+ A-
طلال خواجه من الغريب طبعا ان نستعمل في عنوان مقال ما لغة اجنبية، حتى لو كانت اللغة الانكليزية، والتي هي لغة التعامل والتخاطب والتواصل العولمي، حتى في مرحلة التحولات الكبرى التي تنحو باتجاه عالم متعدد الاقطاب وربما متعدد العملات. فاللغة العربية التي شكلت العمود الفقري للنهضة العربية، ولاعادة اكتشاف العرب لذواتهم وروابطهم القومية بعد قرون من الانحطاط والتخلف والحكم الغريب، تمتلك من القوة المعجمية ما يكفي ويزيد. وهذا لا يمنع من القول انها لغة بحاجة لتحديث وتنويع لتصبح اكثر مرونة واكثر قدرة على تجاوز جمال النص وايقاعه لمصلحة المضمون والتجدد ولمحاكاة قرون من التطور الصناعي والتكنولوجي والعلمي عموما. واللغة العربية شكلت لغة التعامل والتخاطب العالمي في اوج السيطرة العربية السياسية والتجارية والثقافية في مرحلة سيادة الحضارة العربية ودخلت مفرداتها بالآلاف في معظم لغات العالم. وقد ظلت اللغة والثقافة العربية سائدة، حتى حين اصبح الحكام الفعليون للاراضي والمناطق العربية او المستعربة من اعراق أخرى، على ما يقول كيم مكنتوش في رائعته "العرب". وماكنتوش يؤكد في كتابه على دور رئيسي للبنانيين،المسيحيين خصوصا، في استحضار وتطوير وصمود ونشر اللغة والثقافة العربية، في مواجهة التتريك والفرنسة، رغم الدور الفرنسي الحاسم في انشاء دولة لبنان الكبير، ورغم حكم العثمانيين للمناطق العربية عدة قرون.اما التعبير المستعمل في العنوان وترجمته الحرفية "اضرار جانبية" فقد لجأت اليه لدلالاته العديدة، اذ اخترعته القوى الكبرى الغاشمة، الغربية بشكل خاص، لتبرير الدمار وسقوط الضحايا المدنيين مهما كان عددهم، في حروبها وحملاتها ضد الدول والشعوب الضعيفة او المستضعفة تحت مسميات مختلفة، وبعضها حروب جرت بالواسطة. ودول أخرى اكثر وقاحة وفجورا، تحمل الضحايا مسؤولية موتهم ولا تجد حرجا قي ارتفاع منسوب القتل والتهجير الناتج عن حملاتها والذي يقارب المجازر والاضهاد العرقي احيانا. كما فعلت روسيا في تشيشنيا وسوريا واوكرانيا، وكما تفعل دولة الاستيطان الصهيوني والفصل العنصري في فلسطين. اما بعض الدول الدكتاتورية والاوتوقراطية والشمولية، فلا تتورع عن الفتك بشعوبها وتدمير مدنها بدم بارد عند اي حراك. الم يرفع جماعة الدكتاتور السوري شعار "الاسد او نحرق البلد"؟ثم الم يلجأ الملالي في طهران الى القمع الدموي لانتفاضة ٢٠٠٩ العارمة ردا على تزوير الانتخابات واعتقال المرشحين الاصلاحيين؟في الحروب الاهلية عامة وفي الحرب الاهلية اللبنانية التي مرت ذكراها السابعة والاربعين خاصة، يجري تبرير الاضرار الجانبية واحيانا تسخيفها، بالنظر لقدسية الاهداف المؤدلجة والمتراصة والفئوية، والتي تشكل العصبية التي يتكئ عليها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم