الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تحدّي الاغتراب واللاعقلانية في المجتمع البطريركي

المصدر: "النهار"
Bookmark
من أجل بناء وطن قابل للحياة، برغم المأساة (تعبيرية).
من أجل بناء وطن قابل للحياة، برغم المأساة (تعبيرية).
A+ A-
 الأب محسن عادل اليسوعي يتعلم الطفل من الأم أو المربية، في العامين أو الثلاثة الأولى من حياته، كلّ العادات الخاصة بالتغذية والنظافة، بالعاطفة والجنس، كما يتعلم المهارات والتوجّهات العقلية والاجتماعيّة، ويمر بعمليةٍ تربوية لها أثر يفوق أيّ عملية تربوية أخرى. وتتكون لديه في السنوات الخمس الأولى "ذاته الشعورية". لذلك فإن الأسرة، "الأم" خصوصاً، هي البيئة الأساسية التي توجّه نمو الطفل. فإذا بدا الطفل بأمّه في علاقاته، من خلال الحاجات البيولوجية والعضوية الأساسية كالطعام والنوم والدفء، فإن هذه العلاقة تتطور إلى علاقات نفسية، تحقق للطفل حاجاته إلى الشعور بالدفء العاطفي، والشعور بالأمان والطمأنينة، والشعور بالتقدير، فينمو شعوره بذاته. لذلك إذا لم ينشأ الطفل في جو عائلي مريح يتميز بالاستقرار النفسي والدفء العاطفي، لن يكتسب هذا الطفل الشعور بالأمان وبأنه محبوب، حتى ولو توفرت له دور حضانةٍ أو أيتام، يجد فيها ما يحتاجه من العناية الصحية الكاملة كالغذاء الجيد والكساء، فلا بديل للأم يمكنه أن يحقق الحاجات النفسية الضرورية للطفل. فإذا نظرنا إلى واقع المجتمع العربي عامة، حيث التسلط الأبوي والخضوع غير المشروط من قبل الأم، ناهيك عن حالة الفقر والجهل الذي يصيب عددًا كبيراً من الأمهات، مما يجعل رؤيتهن لله والعالم والإنسان والتربية بوجه عام رؤية قاصرة، مريضة وهزيلة. هل من دور للمدرسة في تنمية الاتجاهات الأخلاقية والاجتماعية ؟إن الاتجاهات الأخلاقية والاجتماعية للطفل تتم عادة داخل نطاق جماعات الأطفال في المدرسة، فمع أنه يحمل معه الدعائم الأولى لاتجاهاته من المنزل قبل سن المدرسة، فإن للمدرسة أهميتها وخطورتها في تكوين شخصية الطفل، إنها امتداد للمنزل، ويمتد أثرها حتى يكتمل نمو الطفل ويخرج للحياة الاجتماعية العملية. ولابد لعملية التواصل هذه أن تتم بالتدرج المناسب الذي يسمح بإشباع حاجات الطفل النفسية، كالشعور بالقبول والعطف عليه والشعور بالأمان والطمأنينة، الشعور بالتقدير والعناية. فهذا التدرج أمر هام حتى يتحقق للطفل الشعور بالثقة بالنفس، وإلا ظهرت لديه إحدى المشاكل السلوكية كالانزواء وتلعثم الكلام، ناهيك عن العصبية والعنف والعدوانيّة، والتبول اللاإرادي واضطراب النوم، والسرقة والتخريب، إلى غير ذلك من المشاكل السلوكية المعروفة. هل مؤسسات التنشئة تؤدي رسالتها التربوية أم تلعب دور القيد الأبوي في مجتمع بطريركي؟ إنه لمن الخطورة بمكان أن تكون المدرسة مجرد قيد يفرض على كل تلميذ، في حين يجب أن تكون مدرسة للحياة أولاً قبل أن تكون وسيلة للتربية على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم