السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

في ضرورة نقد الأصوليّة الدينيّة-السياسيّة

المصدر: "النهار"
Bookmark
مشهد من بيروت القديمة (أرشيفية).
مشهد من بيروت القديمة (أرشيفية).
A+ A-
 الأب صلاح أبوجوده اليسوعي "ينتابنا الشعور، عندما ننظر إلى تاريخ الأديان، بأنّ اللاأصوليّة والتسامح استثناءان" (إيف ميشو). من حسنات العلمانيّة عندما تُمارَس في إطار ديموقراطيّ، أنّها تضمن السلم الأهليّ وحريّة الضمير ومساواة الجميع أمام القانون، وتسمح للمواطنين بالمشاركة بحريّة وفعّاليّة في الشؤون العامّة، بفضل قيامها على مبدأ حياد الدولة الإيجابيّ إزاء الأديان. على أنّ دور العلمانيّة الإيجابيّ هذا يكشف عن الدور السلبيّ الذي يمكن الأديان أن تضطلع به في حياة الإنسان الفرد وحياة المجتمع على السواء. وفي الواقع، ترتبط نشأة العلمانيّة بالصراع الدينيّ الذي عرفه الغرب، وبعصور وُسمت بالظلاميّة بسبب هيمنة المرجعيّة الدينيّة على مختلف حقول الحياة. غير أنّ هذا الخطر يبقى راهنًا. فبصرف النظر عن الكلام الجميل الذي نسمعه من مرجعيّات دينيّة كثيرة بشأن قيم التعدديّة والتسامح والتعاضد بين أتباع مختلف الأديان، تبقى هذه في عدد غير قليل من المجتمعات، ولا سيّما في منطقة الشرق الأوسط - حيث تتداخل بالسياسة أو تُوظَّف سياسيًّا واجتماعيًّا- عامل انقسامات وصراعات وتمييز داخل مجتمعاتها، ومصدر قمع للحريّات الفرديّة والعامّة، وحاجزًا يحول دون تطوّر المواطنيّة والدولة.  وممّا لا شكّ فيه أنّ نواة الأديان الصلبة التي تؤدّي إلى هذه النتائج السلبيّة، قبل تشابكها بالسياسة، تُلخَّص بسيطرة النزعة المعرفيّة الضيّقة في فهم الدّين، وهي في الغالب ترتكز إلى نواة ثابتة تولّد آراء مقولبة أو أفكارًا جامدة، وتهمّش الناحية الإنسانيّة التي يُفترض أن تُوضع العقائدُ الدينيّة في خدمتها، لا العكس، ما دام الدّين أيًّا كان هدفه تطوّر الإنسان والإنسانيّة بطريقة سليمة. وليس غريبًا أن يبقى خطر الأصوليّة ملازمًا كلّ دين، إذ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم