الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لماذا لا يثور اللبنانيون؟ لماذا لا ينتفضون...؟!

المصدر: "النهار"
Bookmark
أرشيفية.
أرشيفية.
A+ A-
عبد الرحمن عبد المولى الصلحلماذا لا يثور الناس؟ هل يعود ذلك إلى عدم ادراكهم لخطورة الوضع وكارثيته؟ هل الالتصاق والتمسك بجدران الطائفة- خوفاً من تصدعها- بالرغم من التذمّر الضمني واحياناً العلني يكبح الجنوح للانتفاضة؟ هل يعود ذلك إلى فقدان الأمل بأي تغيير؟ في قول لأبي ذر الغفاري:"عجبت لمن لا يجد القوت في بيته ان لا يخرج على الناس شاهراً سيفه!!"، والثابت أن القوت اختفى من بيوت الناس ومع ذلك... فلم يشهروا سيوفهم!!لماذا اختفت وانعدمت النزعة والرغبة للاحتجاج، خاصة بعد التدهور المريع على كل المستويات، علماً ان انتفاضة 17 تشرين الاول 2019 شملت شريحة من أصحاب المهن (اطباء، مهندسون، محامون، اساتذة جامعات...) اضافة إلى شرائح مختلفة. والمفارقة أن زيادة الـ 6 دولارات شهرياً أي ما يعادل وقتها 9000 ليرة (!!) على مائة مكالمة واتس اب، اشعلت انتفاضة 17 تشرين 2019. صحيح أنها كانت الشعلة التي قصمت ظهر البعير على أساس أن مكالمات الـ "واتس أب" المجانية كانت أشبه بـ "فشّة خلق" فأثار رسم الـ "واتس اب" الغضب في النفوس، لكن الصحيح أيضاً، ان المراقب يعجب بأن كارثية الوضع لا بل مجمل أوضاع البلاد السائدة والسيئة، لم تُحرِّك ساكناً. فلماذا؟ علماً أن الأمر لم يكن بذلك السوء كما هو الحال اليوم حين اندلعت انتفاضة 17 تشرين الأول والتي خرجت من رحم المعاناة والألم؟! ألّا يكفي الانهيار المريع والموجع للنظام المالي في ظل ولاية عون، الأمر الذي أدى إلى انهيار الليرة اللبنانية وإلى سقوط أربعة من كل خمسة لبنانيين في الفقر المدقِع (رويترز 4-12-2022). وللتذكير ففي كانون الأول 2019 كان سعر الصرف في السوق الموازية 20150 ليرة لكل دولار، بينما تجاوز اليوم الأربعين الفا.جاء تعريف مفهوم الثورة في الموسوعة السياسية "بأنها كل حركة تؤدي إلى تغيير جذري في المجتمع دون عنف او قهر فهي بمعنى ما ثورة". أمّا الفيلسوف جون لوك فينظر إلى الثورة بحسبانها "ظاهرة اجتماعية طبيعية تعبر عن الحركة الطبيعية لتطور المجتمع والتاريخ الإنساني، وهي تندلع عادة اذا توفرت لها الشروط المواتية لحدوثها، وهي في كل الأحوال ممارسة اجتماعية مشروعة أخلاقيا واجتماعيا، ويجب على الشعب أن يقوم بثورته ضد الحكومات التي لا تمثله خير تمثيل ولاسيما هذه التي انحرفت عن الطريق السوي في الحكم".واذا كانت اربع دول عربية شهدت ما سمّي بالربيع العربي (سوريا، مصر، ليبيا، تونس)، علماً أن الربيع العربي بدأ في لبنان أثر انتفاضة 1952 والتي أدت إلى استقالة الرئيس بشارة الخوري، ويقال أن مجلة "فورين افيرز" الأميركية هي أول من صاغت هذا التعبير أثر احداث تشيكوسلوفاكيا عام 1968، والتي أطلق عليها "ربيع براغ" فلماذا لم نشهد في لبنان وهو الذي يتمتع بحركية سياسية ملحوظة وحرية صحفية وتعدد أحزاب ربيعاً لبنانياً دائماً هدفه زعزعة المنظومة القائمة ووضع الأمور في نصابها؟ واذا كانت حنِّة أرنذت، قد شبهت الثورة بالبركان الذي يقذف الحمم ولا يمكن إيقافه، فلماذا لم نشهد في لبنان بركاناً مماثلاً بالرغم من قعر القعر على كل المستويات الذي وصل إليه اللبنانيون؟ ولماذا وكيف هَمُد البركان؟ ومن أهمده؟ لماذا لم يؤدِّ واقع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم