ألم يحنِ الوقت بعد لإعادة النظر في الخطاب المعياريّ الوطنيّ؟
22-04-2021 | 00:19
المصدر: النهار
الأب صلاح أبوجوده اليسوعيّ - أستاذ في جامعة القديس يوسف "الإنسان الذي لا يغيّر رأيه أبدًا يُشبه ماءً راكدًا، لا يلبث أن يولِّد أفاعي العقل"(وليم بلايك) يؤدّي تمسّك المسؤولين السياسيّين بأهدافٍ لا يمكن تبريرها شعبيًّا ووطنيًّا، وتسبّب الانهيارات في مختلف الحقول، إلى انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام من خلال إبراز أولويّات تمويهيّة ملتبسة لا يمكن عقلنتها، لأنّها مجرّد مزيج من شعارات وطنيّة وطائفيّة مطروحة بطرق ارتجاليّة وغوغائيّة، هدفها استثمار سخط الناس على الأوضاع الكارثيّة من خلال إضفاء معنى جهاديّ كاذب عليها، وتوجيهها إلى "الآخرين" المسؤولين عن هذا الواقع. فيتمّ إيهام اللبنانيّين بأنّ معاناتهم الراهنة إنْ هي إلاّ نضال لا غنى عنه في سبيل استرداد حقوق طوائفهم المصيريّة الطابع أو الحفاظ عليها و/أو بناء دولة يسودها الحقّ والقانون والنزاهة. وبقدر ما تنجح تلك السياسة التمويهيّة الدفاعيّة واليوتوبيّة في ترسيخ تضليلاتها في أذهان المواطنين، إذ تتحوّل تلك التضليلات مسائل مصيريّة، تزداد أسباب الأزمات الحقيقيّة احتجابًا عن الرأي العامّ. فيبدو المشهد الوطنيّ، بالتالي، وكأنّه مركّب من صورتَين متناقضتَين: صورة أُولى واقعيّة تعكس اتّجاه البلاد المتزايد إلى الانهيار الكامل (إلاّ إذا طرأ ما يخدم أسباب الأزمات الحقيقيّة المستترة بشكل أو بآخر أو يقضي عليها)؛ وصورة ثانية وهميّة تبشّر بمستقبل واعدٍ تبنيه تضحيات الحاضر، إذ بفضلها ستنتصر في النهاية العدالة والحقيقة، في ظلّ قيادات قديرة وموضع ثقة. وبالنظر إلى أنّ هؤلاء السياسيّين يمسكون، باسم التمثيل الدستوريّ والميثاقيّ في آن، بمفاصل السلطات التنفيذيّة والتشريعيّة والقضائيّة بطريقة استئثاريّة تفرض أيضًا التبعيّة لهم، يصبح من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول