الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

هل يحكم القذافي ليبيا من القبر؟

المصدر: النهار
سليم نصار
Bookmark
ليبيا (أ ف ب).
ليبيا (أ ف ب).
A+ A-
 تحت عنوان "الحديث بالأمانات" انطلق الوزير الليبي في عهد معمر القذافي يروي لنا بعض الطرائف عن تصرفات صاحب "الكتاب الأخضر". وقد اختار منها ما يجري داخل القصر في طرابلس من تنافس محموم بين المقربين من "القائد". ولاحظنا، ونحن نشجعه على فتح "صندوق باندورا"، أن الوزير باشر في فحص أسلاك الهاتف الداخلي، خوفاً من أن تكون الشقة الفارهة التي استأجرها في فندق "دورشستر" معرضة للمراقبة أو لأجهزة التسجيل. ولما إطمأن الى الوضع، بدأ يسخر من مؤتمرات الحزب، ويقول: بما أن القذافي لم يكن يسمح بقيام الأحزاب، لذلك انحصرت كل النشاطات السياسية بما عُرف بـ "المؤتمرات الشعبية." وهي في الغالب ليست أكثر من أشكال ابتكرها العقيد للوقوف على حاجات "اللجان الشعبية." وهي بدورها تسجلها على جدول الأعمال بحيث يتسنى للقائد صوغها ضمن ما يعرف بـ "الخطاب الترشيدي." أي الخطاب الذي يقدمه أعضاء اللجان قبل المؤتمر وسط هتافات هستيرية تشبه هتافات الدراويش أثناء أداء رقصة الدوران. وهي تحتاج الى فريقين، الأول يصيح بصوت جهوري مردداً: "رشّد يا قايد رشدنا… وعلم يا قايد علمنا… بيش نحقق مستقبلنا." وعلى الفريق الآخر أن يردد هذه اللازمة وسط فرحة القذافي وانشراحه. ومن بعد انتهاء هذه المقدمة الصاخبة، تبدأ خطب المديح داخل ما يعرف بـ "المؤتمر الشعبي." عندئذ، تدخل أحد الأصدقاء في سهرة الفندق ليسأل ما إذا كان القائد يسمح بالانتقاد، ولو بشكل مُخفّف!وللجواب على هذا السؤال، عرض الوزير الليبي قضية مواطن يدعى فهمي الجهمي. أما قضيته أو مداخلته فقد تجاذبها أعضاء اللجان الثورية الذين حكموا بطرده لأنه اقترح استبدال مرجعية سلطة الشعب بالمبادئ الديموقراطية وليس بـ "الكتاب الأخضر". وسأل أحدنا عن سبب تعلق القذافي بكتابه الأخضر، فقال الوزير الذي كان ملماً بكل التفاصيل، إن القائد كان مؤمناً بأن كتابه يتضمن خلاصة الفكر الإنساني.ثم استطرد ليكمل: بل إن هذا الكتاب الصغير الحجم يجب على كل مواطن أن يحمله في جيبه ويحفظ نصوصه غيباً. وعليه اتخِذَت سلسلة إجراءات بهدف إلزام كل المقربين منه ضرورة اقتنائه! وفي ختام...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم