مسرحية الانتخابات والديموقراطية

الدكتور عادل عقل*لسنا هنا في الكلام عن السياسة او في المفاهيم والتعقيدات لتأليف الحكومات. نحن نسعى للاضاءة من الناحية الفكرية والنفسية على قرار الناخب وما يحوطه من وعي وتأثير، وصدق، وغش وعلى نتائج هذا القرار. في هذا السياق تتداخل تركيبة الشخصية وتشابكاتها والتدخلات الاجتماعية و نسبة الوعي للوصول الى القرار الثابت او المتقلب. من هنا نستعرض مفهوم الديمقراطية عامة وما يحصل في مجتمعاتنا الشرقية واللبنانية خاصة. فالديمقراطية باختصار هي مبدأ التناوب على الحكم ومسؤولية الحاكم امام المحكوم. وفكرة فصل السلطات مع استقلال القضاء وضمان العدالة. انطلاقاً من تكوين الهوية الخاصة للشخص يمكننا التصنيف العام والتداخلات في هذا التكوين من بيئية، عائلية، دينية وعادات قبلية (جميعها تسمى Epigenetique) والتفاعل من قبل الشخص ومخزونه الجيني (Genetique). من الممكن ان يتناغم الشخص مع المؤثرات الخارجية فيختزنها ويعمل بهديها ومن جهة اخرى يمكنه ان يثور عليها وتكون ردات الفعل او القرارات معاكسة لما تعلّم او تربى عليه.  وفي الخلاصة نقول هذا ابن بيئته وهذا متمرّد على كل التعاليم والقيم التي تعلّم و تربّى عليها. الدراسات النفسية تساعدنا في كثير من الحالات على فهم التلونات الشخصية والتبريرات لمواقفها وقناعاتها. فالانسان يصبح الاسير الطوعي في قوقعته والمتلذذ حتى النشوة بما يعتقد او يُفكّر ويتحصّن في جهله وهواماته. هذا هو الناخب. اما المرشح للانتخابات فيعرض قناعاته او اغراءاته ليسوق الجماهير...