الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

السياسة بين الدين والدنيا

المصدر: "النهار"
Bookmark
رجل أفغاني على الحدود الأفغانية - الإيرانية (تعبيرية - أ ف ب).
رجل أفغاني على الحدود الأفغانية - الإيرانية (تعبيرية - أ ف ب).
A+ A-
د. محمود حداد* في مقال " الدرس الأميركي المتكرر وفشل نخب العالمين العربي وإلإسلامي" بقلم محمد العزيز (قضايا النهار، 24 آب 2021، ص. 7) يتحدث الكاتب في النصف الثاني من مقاله عن " الفشل الذريع لنخب العالم الثالث، وخصوصا النخب العربية وإلإسلامية في المشاركة في صنع مستقبل أوطانها. ويتجلى هذا الفشل بوضوح في الحالات التي يكون الأميركي عنصرا فيها" ويستطرد: " نجحت ماليزيا واندونيسيا وسنغافورة بعد الحرب العالمية الثانية وخصوصا بعد انتهاء الحرب الباردة في شق طريقها نحو الازدهار الاقتصادي والتطور الاجتماعي والتحقت ببساطة بما يسمى "عمالقة آسيا". في المقابل منيت أفغانستان(إلإسلامية) والعراق(العربي) بفشل ذريع بعد التدخل الأميركي المباشر الذي كلف تريليونات الدولارات ليكشف عن وجوه بدائية للسياسة لا تصلح حتى للقرون الوسطى. خلال ذلك سنحت فرصة هائلة وتاريخية للنخب العربية في مصر وتونس وسوريا واليمن وليبيا خلال الربيع العربي لتكوين هويات وطنية جديدة تلحق تلك البلدان بركب العصر وتتخلى عن بدائياتها وعللها". إذن، يربط الكاتب الفشل الذريع لنخب العالم الثالث خاصة النخب العربية والإسلامية "في الحالات التي يكون الأميركي عنصراً فيها". اليس هذا أمراً طبيعياً؟ فالولايات المتحدة هي القوة الكبرى في العالم وهي ستفوزعلى أي قوة صغرى قليلاً أو كثيراً بسبب حجمها وامكانياتها، ولو كان هذا الفوز يأتي بأشكال واضحة أو خفية ويأخذ بعض الوقت للإعلان عن نفسه. ولنا أن نسأل: أليس للتدخل الأميركي في الحالتين العراقية والأفغانية دور واضح فيما آل اليه البلدان وإسداء ضربة موجعة إلى النخب الحداثية هناك؟ وبما أن النخب الحداثية على امتداد العالم لا تستطيع حماية أمنها الوطني وتُهزم عادة على يد القوة الكبرى والأحدث في الحروب التقليدية (كالحرب على العراق)، فان الباب يُفتح، عند انسحاب هذه القوة بعد تنفيذ مهمتها الأصلية أو حتى قبلها، للقوى المحلية التقليدية التي تركز على سياسات الهويات الدينية والاثنية والمناطقية الفاقدة للحداثة والأكثر بعداً عن العصر والولوج إلى رحابه. ولا تعارض المؤسسة السياسية و/ أوالأكاديمية الغربية عامة هذا الأمر لأنها تعتبر أن المجتمعات والدول غير الغربية لا تستأهل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم