الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

القضيّة اللبنانيّة بين المكيافيللييّن والانهزاميّين والزئبقيّين!

المصدر: "النهار"
Bookmark
مشهد من ساحة النجمة خلال تعقيم الطرق (تعبيرية- نبيل اسماعيل)
مشهد من ساحة النجمة خلال تعقيم الطرق (تعبيرية- نبيل اسماعيل)
A+ A-
زياد الصائغ* لبنان في مفصلٍ تاريخيّ. كيانه السياديّ وهويّته الحضاريّة في خطر داهم. كذا عبّر البابا فرنسيس (2 أيلول 2020)، ليؤكّد ذلك في تخصيص الأول من تموز 2021، يوم تفكيرٍ وصلاة من أجل لبنان، ويوفد بين هذين التاريخيّن المهميّن برمزيّتهما أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إلى وطن الرسالة، حاملاً رسالة كرّرها مرّاتٍ عدّة إبّان محطّات جولته ومفادها: "إلى الشّعب اللبنانيّ الحبيب، ثقوا أنّكم لستم وحدكم في هذا العالم، وسنعمل مع كلّ أصدقائنا في العالم الحرّ على مساندتكم في مساعيكم لإنقاذ وطنكم".  استعادة هاتين المقاربتين للكرسيّ الرسولي تكتسب أهميّة استثنائيّة من بوّابة الديبلوماسيّة الأخلاقيّة التي أؤتمنت على لبنان منذ مطالع تأسيسه أرضاً خصبة للتنوّع التسالميّ والعيش الواحد. من هنا لا بُدَّ من فهم التمايز البنيويّ بين الجيو-استراتيجي، وذاك المركنتيليّ المصلحيّ في مقاربة القضيّة اللبنانيّة بمأزوميّتها في اللحظة الرّاهنة وآفاقها في اللحظة التاريخيّة. وانطلاقاً من مأزوميّة اللحظة الرّاهنة، وبعض القراءات المسطّحة في ما نحن مزجوجون فيه من تسوياتٍ على حساب ثورة 17 تشرين ومراميها النبيلة، وقد ساهم في ذلك تشتّت لقِوى هذه الثورة، وانفعاليّة وقِصر نظر بعضها، ورجرجة البعض الآخر، واستنقاع مكوّناتٍ فيها في توهّماتٍ وردّات فِعل منعدمة الوَزن، انطلاقاً من هذه المأزوميّة لا بدَّ من محاولة مقاربة ما نواجهه بالعودة إلى سِماتٍ في الشخصيّة اللبنانيّة من باب انهماكها بمصالحها، ومزاجيّتها، وخصوصيّة انشغالاتها، ما ينعكس سلباً على نقاوة القضيّة اللبنانيّة، ويورّط هذه الأخيرة في منعرجاتٍ انتحاريّة. وإنّ هذه المحاولة لا تعني أبداً تحميل الشخصيّة اللبنانيّة كل مآزق ما نمرّ به من تهديدٍ للهويّة، والأمن القومي، والسّيادة، والكيان، أو إغفال المعطى الجيو-سياسيّ الإقليميّ والدّولي في هذا السّياق، بل هي هذه المحاولة بنيويّة من باب القناعة بأنّ أيّ خارجٍ لا يخترق الداخل إن كان لدى الأخير مناعة أخلاقيّة من ناحية، بأنَّ أيّ خارجٍ يودُّ المساندة في أيّ عمليّة إنقاذٍ راديكاليّة يحتاج محاوِراً إنقاذيّاً له في الداخل، محاوِراً نديّاً غير مرتهنٍ، وغير تابعٍ، يحمل رؤيةٍ وبرنامجاً واضح...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم