الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

لبنان المهاجر والمضيف: الطريق المسدود والمستقبل المجهول

المصدر: "النهار"
Bookmark
تمثال المغترب اللبناني شاهد على الانفجار والدمار.
تمثال المغترب اللبناني شاهد على الانفجار والدمار.
A+ A-
السفير جبران صوفانيكاد لا يخلو ديوان غزلي من ذكر البحر، فهو مرجعية الجمال . وإن تكن مياهه مالحة، فآفاقه عذبة. وإذا كان " للبدر عيون " ، فللعيون بحار غرق فيها جورج عبد الله غانم مع " قارب يضيع " حمل أحلامه وأسفاره. وكذلك ساح نزار قباني " بتلك العيون على سفن ٍ من ظنون، وجدّف عبر القرون " . ولئن كان البحر الأبيض المتوسط طَلْق المُحَيّا ، فهو غادر مثل المحيط الهادئ، مصدر الأعاصير المدمّرة. فقدان الأحبة، قرّة العين، بفعل غرق " زورق الموت " قبالة ساحل طرابلس بـ 23 نيسان الماضي هو بحد ذاته إعصار. حدث ذلك في بلد ٍ منكوب وغارق في بحر الازمات. وعلى خلفية هذه الفاجعة، التي لا تتحمّل المعالجات الظرفية، أعرض لبعض المعطيات، لعلّها تساهم في حلول جذرية وعاجلة من خلال التعاون المتعدد الأطراف.أولاً- الخلفية السائدة في لبنانلا بدّ للبنان ان يتعاطى في مسألة الهجرة غير القانونية مع الدول والهيئات الدولية المعنية والقادرة على مساعدته في الحلول، مع تأكيده الرغبة القاطعة بالتغيير لأن التقارير الدولية المتعلقة بأوضاعه الداخلية غير مطمئنة، منها :1- تصنيف منظمة الشفافية الدولية لبنان في المرتبة 154 من أصل 180، أي في عداد البلدان الأكثر فساداً في العالم، تبعاً لمؤشر مدركات الفساد عن عام 2021. ( تقرير 25/1/2022 ).2- إتهام البنك الدولي " قيادات النخبة في البلاد بحالة الكساد المتعمّد". (تقرير 25/1/2022) 3- تفاقم الفقر المتعدد الأبعاد بنسبة 82 بالمئة من السكان اللبنانيين .(تقرير"الإسكوا 3/9/2021) .وإستكمالاً، يتواجد على أرض لبنان ثلاثة شعوب فقيرة، وهي اللبنانيون، أهل الداروالنازحون السوريون واللاجئون الفلسطينيون، ناهيك عن مجموعات أخرى وجدت في لبنان ملاذاً آمناً ،هرباً من النزاعات والإضطهاد. ولكن المقلق للغاية هو الآفاق المبهمة لعودة الضيوف إلى ديارهم،وأجيال منهم إعتادت نمط العيش في لبنان مع تداعيات هذا الواقع المرير على إستقرار لبنان ومكوّناته.4- إتهامات عالية النبرة موجّهة من مقرر الأمم المتحدة الخاص بالفقر المدقع إلى "الدولة اللبنانية والحكومة والمنظومة السياسية ومصرف لبنان والقطاع المصرفي بإنتهاك حقوق الإنسان، بما في ذلك إفقار الشعب اللبناني ودفعه إلى مغادرة البلد او البقاء فيه وتحمل أقسى المشقّات"، واصفاً أزمة لبنان بالمختلقة. ( تقرير Olivier De Schutter تاريخ 11/4/2022 ).5- واخيراً الأزمة المالية وشحّة الإيرادات، وضعف القدرات، مما يجعل أي تمويل لبناني ذاتي للحلول عملية مستحيلة.وبغياب الإصلاح، يكون الوفر المالي "حلماً في الكرى أو خلسة المختلس " ، كما روى العلاّمة الأندلسي لسان الدين ابن الخطيب.ثانياً – أحزمة الفقراللبنانية.عندما تقع فاجعة بسبب الهجرة غير القانونية ، يصار إلى إعادة تكوين المشهد المتعلق بعمليات " مبرمجة " ،كما في طرابس، تضمّ المهرّبين والوسطاء والراشين والمرتشين والمزوّرين وقباطنة القوارب وغيرهم.وغالباً ما يتداخل التهريب مع الإتجار بالأشخاص المهاجرين.وتتوخّى شبكات التهريب كبش فداء للتعتيم على عملياتها كما حصل بمحاولة إلصاق تهمة غرق المركب بالجيش اللبناني، فيما هو "المخلّص والمنقذ من الضلال" في بلدٍ تائه، يعي السقوط ويتعثّر في النهوض ويشكو من القروح لدى بنيه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم