من "إتفاق القاهرة" إلى "إتفاق مار مخايل" إلى موسوليني! فإلى الفجر مع مانديلا
18-03-2021 | 00:00
المصدر: النهار
بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب خير ان تغادر قبل خمس سنوات من ان تغادر متأخراً دقيقة واحدة.شارل ديغول خلال عشر سنوات من اقامتهما في باريس، رفض العميد ريمون اده الإجتماع ولو مرة واحدة بميشال عون، وكنا كلما نقلنا رجاء ميشال عون لقاء العميد مُلحّين مُصرّين، لأن الرجل وطني استقلالي سيادي كان العميد يجيب: "انتو ما بتعرفوا شو عم بيصير خلف الستار!" وكان العميد يقول ويردد: "هذا الرجل متقلّب ولو وصل، فالويل للبنان"! العميد كانت نظرته بعيدة، وكان يعرف ما لا نعرف من خفايا! ولم يقع العميد في الفخ. ولكن الرئيس سعد الحريري وقع في الفخ يوم اختلف مع الرئيس فؤاد السنيورة على التسوية التي وقع فيها يوم قلب كل معادلات التصويت لإنتخابات رئاسة الجمهورية بعد أن عطّل "حزب الله" ونبيه بري البلاد والعباد بهرطقة بتفسير دستوري للنصاب المطلوب لانتخاب رئيس الجمهورية ثلاث سنوات، فجأة انقلب سعد الحريري في اتجاه التصويت لرئاسة الجمهورية واذا به ينقلب فجأة الى تأييد انتخاب ميشال عون رئيساً ويلحق به سمير جعجع. واختلف فؤاد السنيورة يومها مع سعد الحريري لأول مرة! وكان السنيورة يقول لسعد الحريري انه بهذا التصويت لميشال عون يُسلّم مفاتيح الدولة لحزب الله، واذا انتُخب ميشال عون، ولم يعد سعد الحريري يصغي وصار السنيورة يردد على مسامع سعد الحريري نفس ما كان يقوله لنا في باريس العميد ريمون اده! ولأول مرة بقي سعد الحريري متشبثاً مع أنصاره بينما استمر حوار لساعات عدة اقتنع الكثيرون من الحريريين بوجهة نظر السنيورة ولم يصوتوا لميشال عون في انتخابات الرئاسة، ولكن حكمة السنيورة نجحت في أن لا يؤدي عناد سعد الحريري الى انقسام الحريرية، واخذت الأيام تمر!!! وكل يوم يؤكد صحة رأي العميد ريمون اده والرئيس فؤاد السنيورة، وكل يوم يغطس سعد الحريري في الفخ الذي نصبه له جبران باسيل. وأخذت الدولة ومؤسساتها تتغير وتتفكك: 1- الغيت الرقابة المسبقة واللاحقة على المناقصات وعلى المعاملات الإدارية (الغيت صلاحيات وبقي شكلاً مجلس الخدمة، ديوان المحاسبة، التفتيش المركزي، هيئة الرقابة على المناقصات، الخ...)، وسعد الحريري يتراجع وجبران باسيل يتقدم، فصارت العقود تُوقّع بالتراضي بدون رقيب ولا حسيب وصار الغش هو القاعدة، واستفحل الهدر في اموال الدولة. 2- الغيت الرقابة المسبقة على التعيينات في الوظائف، فصار الوزير "العوني" يعين ألوف الموظفين من انصاره في الوزارات، الذين ليس لهم لا كفاءة ولا عمل ولا مكان، لهم راتب ولا شيء آخر!...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول