الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

قارورة الطيب الطرابلسية ما زالت تفوح رغم التصحّر

المصدر: "النهار"
Bookmark
طرابلس.
طرابلس.
A+ A-
طلال خواجه كان جبور الدويهي ينزل الى مدينة طرابلس من بلدته زغرتا بشكل شبه يومي، حتى بعد تقاعده من التعليم في قسم الادب الفرنسي في كلية الاداب اللاجئة الى ثكنة هليل في حي قبة النصر.الكاتب الدويهي كان من رواد مقهى "البان دور" الزجاجي في شارع رياض الصلح (او شارع الكزدورة كما كان يطلق عليه شباب وصبايا المدينة)حيث يرتاح لكتابة رواياته على "لابتوبه" الصغير، في جو هادئ وانيق، ولكن مفعم بالحياة. وكان صديقه واحد محاوريه الطرابلسيين الراحل طارق دسوقي يقول له بثقة النخب الطرابلسية الفخورة، انظر كيف تتدبر هذه المدينة المتروكة امرها رغم الازمات والقهر والفوضى. الا ان الاكاديميين جبور و طارق لم يتوقفا عن عادة المرور بمقهى الاندلس ليلتقيا بزملائهما السابقين من اساتذة التعليم الثانوي والاساسي الذين ثابروا في ارتياد هذه الصومعة القابعة على بولفار فؤاد شهاب. هؤلاء الاساتذة يأتون الى الاندلس وجارتها البينكي من الاحياء الطرابلسية، كما من بعض البلدات والقرى الشمالية، رغم ما طرأ على هذه البلدات من وسائل جذب اجتماعي خصوصا بعد التشوهات الاقتصادية والتغييرات الديموغرافية التي طالت المدينة ابان الحرب الاهلية، وما تلاها من تحولات سياسية وامنية واجتماعية خلال مراحل الاطباق السوري الثقيل على المدينة.فرغم المعاناة والمظلومية وتراجع دور طرابلس الاقتصادي والسياسي لصالح بيروت الصاعدة كعاصمة مركزية لدولة لبنان الكبير. ورغم محاولات التنميط والتصحير، ظلت الفيحاء، التي انشئت كواحة للتلاقي والتجارة بين المدن الفينيقية المتنافسة، وكمحطة من محطات التواصل بين الشعوب والممالك والامبراطوريات، تختزن على مر العصور والحضارات المتعاقبة، عطرا طيبا يفوح منها اصالة وانفتاحا. وقد اطلق نزار قباني على المدينة، الملتحفة ببساتين الليمون واشجار الزفير، حين زارها اسم قارورة الطيب. شكلت الفيحاء احدى حواضر العمل الوطني والديمقراطي والعروبي، وانطلق منها الرسامون والنحاتون والكتاب والشعراء، واحتضنت اول مسرح في لبنان، كما كان لأبنائها دور في الحركة العربية الثورية . واجه الطرابلسيون الفرنسيين من اجل العروبة اولا ولاحقا من اجل استقلال الوطن اللبناني الذي ارتضاه الجميع، علما ان ابنها الضابط فوزي القاوقجي قاد جيش الانقاذ الفلسطيني في اصعب الظروف.تقول اليزابيت طومسون في كتاب( how the west stole democracy from the Arabsان احد مندوبي طرابلس للمؤتمر العربي السوري ويدعى عثمان سلطان كلف بتلاوة وشرح الدستور الذي صاغه المؤتمر دون توقف لما بعد توقيت انذار الجنرال غورو حتى لا يحل الملك فيصل المؤتمر ويقبل بشروط غورو الكولونيالية. ذلك أن "الملك الدستوري" لا يستطيع أن يحل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم