سجالات في الدستور تغطية للاحتلالات: 1975-2020

 أنطوان مسرّە هل اللبنانيون مبرمجون منذ 1975، أي تاريخ اندلاع الحروب المتعددة الجنسيات في لبنان وحتى اليوم، على سجالات دستورية بينما الوطن مُحتل وفي حالات افلاس وتفكّك؟ تابعت منذ 1975 مداولات ومناقشات وحوارات وطنية، وبعضها دولية، حول النظام الدستوري اللبناني والتي كانت تطمس الاحتلالات للبنان. 1. "مات الميثاق وقبرناه": 1975-1990بدأت السجالات سنة 1975 بشعارات: "مات الميثاق وقبرناه"، "انتهى عهد التسويات"، و"الآن بدأت معركة الجبل ولينتصر من ينتصر"...وبموازاة القتال والشعارات، كان سياسيون ومُثقفون وحزبيون  يُصدرون أوراقًا إصلاحية تُثير ردّات الفعل. اسماهم وضاح شرارة "الوراقين". يعني التعبير باللغة العامية عمّال توريق الجدران! هذا الحجم من الأوراق الإصلاحية مفيد طبعًا، إذا تمّ الاستفادة منه، في سبيل بناء ذاكرة دستورية وترسيخ القيم التأسيسية للبنان. بموازاة السجالات في السنوات 1975-1990 حول التقسيم والعلمنة "والطائفية" والفدرالية واللامركزية... استمر احتلال القوى الفلسطينية المسلّحة واحتلال النظام السوري للبنان.حصيلة سجالات 1975-1990 وثيقة الوفاق الوطني-الطائف التي يتوجب طبعًا التقيّد بموجباتها. يُرسخ هذا الاتفاق ويوضح المرتكزات التأسيسية للنظام الدستوري اللبناني وجذوره التاريخية. ننسى غالبًا انه قبل وثيقة الطائف أصدر اللبنانيون على المستوى الرسمي 14 وثيقة وفاق وطني لم تؤدي الى انهاء الحروب لأنه، بالإضافة الى الوفاق الداخلي، كان يتوجب توفر وفاق إقليمي في "حروب من أجل الآخرين" حسب عنوان كتاب غسان تويني. يعني ذلك أن الموضوع الدستوري هامشي أما المعضلة الأساس فهي الاحتلال! لكن البرمجة الذهنية ظلت طاغية لدرجة أن التراث الدستوري المتراكم، بدلاً من حمل اللبنانيين على اعتماد الحكمة في المقاربة والسلوك، إستمر "وراقون" في اجترار أوراق إصلاحية. 2. الثغرات والتوازنات والصلاحيات في الطائف: 1990-2005!بين 1990 ولغاية 14 شباط 2005، أي تاريخ العملية الإرهابية ضد الرئيس رفيق الحريري وموكبه، استمر السجال مع التركيز على وثيقة الوفاق الوطني: فاعليتها وتطبيقها وتوازناتها والصلاحيات والتغيرات...، مما يُساهم في طمس المعضلة الجوهرية: الاحتلال...