مفهومُ العدالةِ.. ووزيرُ اللّوكسومبورغ

الدكتور جورج شبلي بعدَ أن أُطيحَ، عندَنا، بالمفاهيمِ، كلِّ المفاهيمِ الوطنيّةِ والسياسيةِ والأخلاقية، لِصالِحِ التَّجهيلِ، والتَّعميةِ، وصيانةِ التَّصفيقِ الغبيّ، باتَ مجتمعُنا بحاجةٍ الى التَّنقية، ولو كانَ ناسُهُ، في أكثرِهم، ضعيفي الهَضم. ومَنِ اغتالوا المفاهيم، بضُروبِ الخِداع، هم الذين لم يَذهلْ ذِهنُهم عن الموبِقات، وعن نَزواتِ الرؤوسِ والنّفوس، وعن بَلايا الوصوليّةِ والطَّمعِ والتَفَرُّد، فقدَّموا لِشَعبِهم تنميقاتٍ خادِعةً أَضرمَت في النّفوسِ الحرقة، وكأنَّ الحقَّ لم يَنبتْ في لَحمِ هذا الشَّعبِ، وعَصَبِه. لذا، كا لا بُدَّ من افتِتاحِ تَنويرٍ يقودُ الى فَهمِ العدالةِ، علَّ المسؤولينَ، عندَنا، يَفِدونَ الى الضّوء، ويتركونَ اعتقادَهم المُتَرَسِّخَ في ذواتِهم، بأنّ العدالةَ هي ضَربٌ من ضُروبِ العَرافَة.   العدلُ، في اللغة، هو الإنصافُ وتَجَنُّبُ الظلم، وهو، في الممارسةِ السياسيةِ، تَوَخّي المُساواة، وهو، على صعيدِ المَسلكياتِ الأخلاقية، فضيلةٌ تقومُ على احترامِ حقوقِ الفَردِ، كلِّ فرد، لِذا، ينبغي على العَدلِ الذي يمثّلُ سيادةَ الحقِّ، أن يَنسحبَ على كلِّ المجتمع،...