الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

أما من فتاة لهذا الوطن....؟!

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية (النهار).
تعبيرية (النهار).
A+ A-
عبد الرحمن عبد المولى الصلح في قول فرنسيٍّ مأثور "ما أصعب الهروب من سجن لا جدران فيه!!" هل أبالغ في القول أن اللبنانيين جميعهم – باستثناء اركان المنظومة الحاكمة والمنتفعين منها- يعيشون في سجن مماثل؟ كيف لا، واللبناني يئنُّ ويتوجّع كل يوم، لا بل كل ساعة تحت وطأة المصالح الشخصية والفئوية للفريق الحاكم وعلى رأسه "حزب الله"، ومن المتاجرة بالطائفية والمذهبية، ومن التضخّم والغلاء واليأس والقنوط وفقدان الأمل بأي مستقبل زاهر، ويتألم أيضاً من استرهان لبنان لمصالح طهران بواسطة "حزب الله". يبدو أن الرئيس الراحل إميل إدِّه كان محقّاً حين قال: "فلنترك الفرنسيين عندنا يعلّموننا كيف نكون شعباً يستطيع بناء دولة وإلّا فنحن ذاهبون للاقتتال كل عشرين سنة فنصنع من لبنان ميدان حروب الغير!" . إنّه من المُحزن أننا أصبحنا نترحم على حكم الأجانب! لم يعد هاجس اللبناني الوصول إلى ما وصلت إليه التكنولوجيا، بل الحصول على الكهرباء والبنزين والدواء؟ كيف لا، نعيش في سجنٍ كبير، وقد أضحت أيام المواطن، كل أيامه، شبيهة ببعضها البعض بغياب أيّة بارقة أمل؟ يحدث كل ما سبق، في ظل عهدٍ وُصِف بالخطأ بالعهد القوي، فكيف اذا كان العهد ضعيفاً؟ في قول لرئيس الحكومة السابق سليم الحص: "رئيس الجمهورية ديكتاتوري أوّل عامين، وديموقراطي ثاني عامين.. وما حدا بيسمعلوا اخر عامين!". الكلام الناري واللهجة الحادّة والتي افتقدت إلى اللياقة لوزير الثقافة محمد مرتضى أثناء جلسة مجلس الوزراء، ذكّرتني بقول الحص. استقوى مُرتضى، مع الأسف على الرئيس والذي بدلاً من أن يطلب منه الانسحاب من الجلسة أوقف الجلسة وغادر القاعة. سقى الله زمناً حين كانت اللياقة والتسمك بأصول التعامل عنواناً للسلوك السياسي! اختلف الوزيران إميل البيطار وغسان تويني في حكومة الرئيس صائب سلام عام 1970 مع الرئيس سليمان فرنجية فاكتفى كل منهما بتقديم استقالته. وعلى سيرة الراحل الكبير غسان تويني والكلام اللائق، لا يزال راسخاً في ذهني ما توجّه به تويني في خطابه لأحد اقطاب السياسة اللبنانية الراحل كمال جنبلاط في حفل تكريمه عام 1971 بمناسبة منحه وسام لينين قائلاً: " يا حليفي تارّةً ويا خصمي تارّةً اخرى... ويا صديقي دائماً!". أوووه ما أحلى الكلام الحلو. رزق الله! لا مناص إلا التوجه بأطيب الكلام لرئيس الجمهورية فهو رئيس البلاد ورئيس كل الوزراء. لكن إن صحّ ما يتردّد من أخبار بأن فخامته يحيل أكثر من ملف إلى صهره جبران باسيل فهذا لا يليق بموقع الرئاسة الذي نحترم ونجلّ. العلوم السياسية ، تتضمن فرضيّة (Hypothesis) عوامل ثابتة وعوامل متحركة (fixed and variable factors) في المسار السياسي لأيّة دولة، وأن مؤشر الاستقرار الداخلي للدولة يكمن في جملة ما يكمن في استمرارية العوامل الثابتة. هذا لا يعني، تغييب عامل او عوامل متحركة تبرز إلى السطح بين الفينة والأخرى كتولّي حزب معارض السلطة، بعد فوزه في الانتخابات، بشكل غير متوقّع أو انقلاب عسكري كما جرى مؤخّراً في السودان . مناسبة التذكير بما سبق أنه يبدو أن قدربلاد الأرز ان تظل دائماً وبصورة متواصلة خاصة في زمن العهد الحالي أسيرة عوامل ليس فقط متحرّكة بل... متفجّرة! فبعد تعطيل تشكيل الحكومة لمدة 13 شهراً برئاسة الرئيس سعد الحريري وبعد 43 يوماً من المماطلة سُعدنا أخيراً بتشكيل حكومة الرئيس ميقاتي وأخذنا علماً أن الغطاء الإقليمي والدولي لم يعد فقط محصوراً بانتخاب رئيس الجمهورية - وهذه حالنا منذ الاستقلال - بل أيضاً ... لتشكيل حكومة! بِئسَ هذا الزمن ، حين نقرأ ونسمع أن اتصالاً بين ماكرون وابراهيم رئيسي (رئيس ايران والحاكم الفعلي للبنان من خلال "حزب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم