السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"الدولة المستضعفة " لعبد الستار اللاز: هكذا حاور تمام سلام الإيرانيين

المصدر: "النهار"
Bookmark
غلاف "الدولة المستضعفة".
غلاف "الدولة المستضعفة".
A+ A-
صدر أخيرا كتاب "الدولة المستضعفة – تجربة حكومة "المصلحة الوطنية" وحقائق فترة الشغور الرئاسي " لمؤلفه الصحافي المخضرم الزميل عبد الستار اللاز الذي يوثق فيه التجربة الكاملة لحكومة الرئيس تمام سلام وما واجهه فيها منذ ازمة التأليف الطويلة حتى حقبة الفراغ الرئاسي. يكتسب هذا المؤلف أهمية توثيقية وسياسية كبيرة استنادا الى المكانة اللصيقة لمؤلفه بالرئيس سلام لجهة كون اللاز مستشاره الإعلامي والمعايش الدقيق لكل مجريات التجربة الخطيرة والمديدة التي مرت بها حكومة سلام ويبرز الكتاب حقائق هذه التجربة التي قد يكون في الزمن الحالي الكثير مما يشبهها. لذا اخترنا مقتطفات من فصل يورد وقائع من حوارات الرئيس سلام مع مسؤولين إيرانيين. بدأ الزوار الإيرانيون يطرقون باب الرئيس سلام حتى قبل تشكيل الحكومة. أولهم كان بروجردي في أيلول 2013، وأعقبه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مطلع العام التالي الذي وصل إلى بيروت وسط أجواء إيجابية شاعت عن قرب إعلان الحكومة. جرى اللقاء الأول بين الرئيس المكلّف والوزير الإيراني في دارة سلام في المصيطبة. تحدث فيه ظريف عن "أجواء إيجابية من الجهة الإيرانية" في الموضوع الحكومي، فيما عرض سلام للوضع في البلاد، مؤكداً الحرص على المقاومة "مع الأمل ألا يُستعمل سلاحها في غير مكانه"، مشدّداً على أهمية "التواضع في السياسة بالنسبة إلى الإخوان في حزب الله". بعد مرور أسبوعين على تشكيل الحكومة وصل بروجردي ثانية إلى بيروت آتياً من دمشق، واجتمع إلى سلام مهنئاً. كذلك زار ضريح القائد العسكري لحزب الله عماد مغنيّة، معلناً أن بلاده "تدعم المقاومة في سورية ولبنان وتحتضنها ولا تقايض هذا الأمر بأيّ شيء آخر". بالطبع كان هذا النوع من التصريحات يحرج رئيس الحكومة، ويساهم في زيادة الاحتقان لدى السعوديين. لم يكن بإمكانه فعل شيء أكثر من لفت نظر السفير الإيراني أو هؤلاء الضيوف الإيرانيين إلى الضرر الذي تلحقه هذه المواقف بلبنان. كان لبنان مسرحاً مفتوحاً لهم لتوجيه الرسائل السياسية المباشرة وغير المباشرة، وسبب هذا الواقع كان ميزان القوى السياسي والأمني المختلّ لمصلحة طهران وحلفائها في لبنان، مقابل الغياب العربي الكامل. في آذار 2014، وفي كلمة أمام مؤتمر وزراء الداخلية العرب المنعقد في مراكش، حمل وزير الداخلية نهاد المشنوق بعنف على تدخل حزب الله في سورية وعلى سياسة إيران في المنطقة. ومما قاله أنّ من بين الأسباب الرئيسية للإرهاب الذي يعاني منه لبنان "أنّ لدينا تنظيماً مسلحاً يضم آلاف المقاتلين المدرّبين، كانت وجهتهم في الأصل إسرائيل، إنما منذ ثماني سنوات تقريباً صار سلاحهم موضع انقسام عمودي بين اللبنانيين في الداخل أولاً، ثم بسبب دورهم في سورية ثانياً". أضاف: "إنّ لظواهر العنف أسبابها السياسية والاستراتيجية الناجمة عن التدخل الإيراني، والتدخل السوري في الداخل اللبناني، وليس منذ الآن، بل منذ ثلاثة عقود وأكثر. ولأن النظام السوري يواجه ثورة، وإيران تواجه تحديات مصيرية كبرى، فقد ارتفعت وتائر الحركة الدموية في سورية ولبنان". احتجّ السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي لدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء تمام سلام على كلمة المشنوق، فأكّد له سليمان أنّ هذه المواقف لا تعبّر عن رأي الدولة اللبنانية، ولبنان حريص على إقامة أفضل العلاقات مع إيران على قاعدة المصالح المشتركة والاحترام المتبا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم