الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

قراءة في إنتاج الفراغ المعرفي العربي

المصدر: النهار
Bookmark
قراءة في إنتاج الفراغ المعرفي العربي
قراءة في إنتاج الفراغ المعرفي العربي
A+ A-
فوزي أيوبأستاذ في الجامعة اللبنانية  دخلت الى كتاب "إنتاج الفراغ-التقاليد البحثية العربية"  لمؤلفه عدنان الأمين، كمن يدخل في عالم يضج بالمعارف والمقاربات والتحليلات التي تطال الإنتاج البحثي التربوي العربي على مدى عقد من الزمن، والنتاج اللبناني على مدى 67 عاما، في ما يشبه عملا موسوعيا نوعيا متعدد المداخل والمقاربات. في قسميه الأول والثاني يقدم الأمين مقاربة نظرية للعلاقة بين البحث العلمي الاجتماعي والمجتمع، وحول التقاليد البحثية العالمية، ثم ينتقل الى تقديم "البينة على من أدّعى" كما يقول، ليكرس القسم الخامس والأخير للبحث التربوي في لبنان.  الآن ماذا يريد الأمين من كتابه؟ إنه يجتهد ليبرهن للقارئ أن أغلب البحوث الاجتماعية العربية لها طقوس وقوالب وسياقات غالبا ما تأخذ البحث الى مستنقع المعيارية الاجتماعية والسياسية أو الأيديولوجية المؤدية الى إنتاج الفراغ المعرفي. وبلسان المؤلف نقرأ: "البحث التربوي تحديدا يجري في بلداننا طبقا لتقاليد أو طقوس اجتماعية على حساب التقاليد المعرفية، الأمر الذي يفضي الى منتج فارغ معرفيا تتركز وظيفته في خدمة منتجِهِ "(ص 14). يلاحظ الأمين أن "الباحث النمطي" (أي الأكثر شيوعا) يستسهل العمل البحثي فيلجأ الى الأمبيريقية الفارغة، أو يتصرف كأنه شيخ يعظ في المسجد، أو كأنه سياسي أو مفتش أو "خبير"، وهو نمط في البحث يصفه المؤلف بالمعيارية الاجتماعية. الفراغ المعرفييضع عدنان الأمين التقاليد البحثية العربية على المشرحة، ليجد أن وظيفة البحث الأساسية تتمثل في خدمة صاحب البحث، إما للترقي الوظيفي، أو لتعزيز المكانة الاجتماعية عبر ارتداء ثوب العالِم المحايد. ويدحض بالتالي الادعاء الشائع بأن المشكلة إنما تكمن في "معوقات" خارجية كالتخطيط والتمويل، بينما المشكلة الفعلية والعائق الحقيقي موجودان في البحث نفسه، وفي كيفية معالجة الباحث لموضوعه.  ويرى الأمين أن التقاليد البحثية العربية تقوم على أربعة أركان اختصرها أنا في ثلاثة (لان الركنين الثاني والثالث متقاربان جدا) وهذه الأركان هي: السعي وراء الترقي المهني الاجتماعي، والحرص على نيل المقبولية لدى أهل السلطة والنفوذ، وأخيرا اعتماد الأيديولوجيا، والتحزب والدين، والجماعة المحلية مرجعية للباحث في دراسته للواقع، بدلا من المرجعية العلمية والنظريات الاجتماعية العالمية.  الأنماط البحثيةلعل الأنماط البحثية السائدة في البحوث الاجتماعية العربية هي من أهم الأفكار الواردة في الكتاب. وعلى هذا الصعيد يتحدث الأمين عن ثلاثة أنماط بحثية بينها نمطان كبيران هما: نمط الأمبيريقية الفارغة ونمط المعيارية الاجتماعية، يضاف إليهما نمط ثالث هجين هو نمط التلفيق بينهما. في الأمبيريقية الفارغة يتم التركيز على جمع المعلومات ومعالجتها إحصائيا في ما يشبه العمليات الشكلية المكررة والتي لا توصل إلى فكرة تستحق...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم